الدنمارك تقر قانونا يحظر عمليا إحراق المصحف واليمين يندد
٧ ديسمبر ٢٠٢٣أقرّ البرلمان الدنماركي الخميس (7 ديسمبر/ كانون الأول 2023) قانونًا يحظر "المعاملة غير اللائقة" للنصوص الدينية ويحظر عمليًا إحراق المصحف، بعدما أثارت خطوات كهذه في الأشهر الماضية، غضبًا في دول ذات أغلبية مسلمة.
وتم تمرير مشروع القانون الذي يحظر "المعاملة غير اللائقة للنصوص ذات الأهمية الدينية الكبيرة لمجتمعات دينية معترف بها" بأغلبية 94 صوتًا مؤيدا مقابل 77 صوتًا معارضًا في البرلمان المؤلف من 179 مقعدًا.
وقال وزير العدل بيتر هاملغارد في بيان "يتعين علينا حماية أمن الدنمارك والدنماركيين. لذا من المهم أن يكون لدينا حماية أفضل من الإهانات الممنهجة التي شهدناها منذ فترة طويلة".
ويعني ذلك عمليا حظر حرق النصوص الدينية أو تمزيقها أو تدنيسها علنا أو في مقاطع فيديو التي يُقصد نشرها على نطاق واسع.
ويُعاقب المخالفون للقانون، الذي ستتم مراجعته بعد ثلاث سنوات، بدفع غرامة أو بالسجن لمدة تصل إلى عامين.
خلال الصيف، أثارت الدنمارك والسويد المجاورة غضبا في العديد من الدول الإسلامية عقب تظاهرات شملت حرق وتدنيس القرآن.
فعاليات حرق المصحف يقابلها عنف مضاد
وفي 20 تموز/يوليو، اقتحم مناصرون للزعيم العراقي الشيعي النافذ مقتدى الصدر، السفارة السويدية في بغداد وأضرموا بها النار، رداً على تنظيم تجمعين في ستوكهولم جرى خلالهما تدنيس القرآن على يد لاجئ عراقي.
وفي ظل هذه التوترات، شددت الدولة الاسكندنافية إجراءات الرقابة على الحدود مؤقتا، لكنها عادت إلى طبيعتها في 22 آب/أغسطس.
في الفترة من 21 تموز/يوليو إلى 24 تشرين الأول/أكتوبر هذا العام، سُجلت 483 عملية حرق رموز أو أعلام في الدنمارك، وفقا لأرقام الشرطة.
وكان مشروع القانون قد كشف عنه نهاية آب/أغسطس، ثم جرى تعديله بعد انتقادات مفادها أن مسودته الأولى تحد من حرية التعبير وسيكون من الصعب تنفيذها. وكان من المخطط أساسا أن يشمل رموزا ذات أهمية دينية كبيرة.
المتطرفون اليمينيون: خيانة لحرية التعبير
وواجهت المسودة الأولى لمشروع القانون انتقادات بعضها من سياسيين وفنانين ووسائل إعلام وخبراء في مجال حرية التعبير، رأوا فيها عودة إلى قانون التجديف الذي ألغته الدنمارك في 2017.
وخلال نقاش مطول في البرلمان قبيل التصويت انتقد نواب المعارضة الحكومة واتهموها بالتضحية بحرية التعبير. وقال إنغر ستويتبرغ، زعيم الحزب الديموقراطي الدنماركي اليميني المتطرف أمام البرلمان "إنها خيانة، إخفاق هائل من جانب الحكومة".
يذكر أنه في 2006 كانت قد اندلعت موجة من أعمال العنف والغضب تجاه الدنمارك في الدول الإسلامية عقب نشر رسوم كاريكاتيرية تصور النبي محمد.
وقال ستويتبرغ "تخيلوا أننا أصبحنا الجيل الذي قلص حرية التعبير. لم أكن أعتقد في الواقع أن هذا سيحدث، وبالتأكيد ليس بعد أزمة (الرسوم الكاريكاتيرية). آنذاك وقفنا بحزم".
وفي السويد المجاورة أقدم لاجئ عراقي في حزيران/يونيو الماضي على حرق صفحات من المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم وأثار هذا الحادث ردود سلسلة من ردود الفعل في العالم الإسلامي .
دانت الحكومة السويدية تدنيس القرآن خلال الاحتجاجات وحافظت في نفس الوقت على قوانين حرية التعبير والتجمع التي يحميها دستور البلاد. وتعهدت باستكشاف الوسائل القانونية لوقف الاحتجاجات التي تنطوي على حرق النصوص الدينية في ظروف معينة.
وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يوليو/تموز 2023) قرارا يدين "أية دعوة وإظهار للكراهية الدينية، ومنها الأنشطة الأخيرة، العلنية والمتعمدة، التي أدت إلى نزع صفة القداسة عن القرآن"، ودعوة الدول إلى اعتماد قوانين تسمح لها بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.
ووافق على القرار 28 دولة في المجلس من أصل 47، بينها الصين وأوكرانيا ومعظم الدول الإفريقية، فيما امتنعت سبع دول عن التصويت وصوتت اثنتا عشرة دولة ضده، من ضمنها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب)