الدوري الألماني لكرة القدم يحتفل بالذكرى 50 لتأسيسه
٨ أغسطس ٢٠١٣الوقت لا ينتظر الصدف، وعندما يبلغ دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم "البوندسليغا" عامه الخمسين في 24 آب/أغسطس 2013 الجاري فإن الجولة الثالثة من البطولة ستكون على الأبواب، ما يعني أن الاحتفال الرسمي بهذه الذكرى الرياضية الهامة ينبغي أن يتم تدشينه قبل بداية الموسم الجديد لأنه بكل تأكيد لا مفر من إقامة احتفال كبير لقصة نجاح مستديم. يقول في هذا السياق فولفغانغ نيرسباخ، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم إن" البونديسليغا هي قصة نجاح مستمرة".
أما راينهارد راوبول، رئيس مجلس إدارة رابطة الدوري الألماني " البونديسليغا" فيقول بهذا الخصوص إن "البونديسليغا" هو مصدر الزعامة الدولية في مجال كرة القدم. وأشار راوبول إلى حيثيات قصة النجاح بالقول " فيما يتعلق بالمنافسة، فالبنى التحتية والرخاء الاقتصادي هما ما جعلا الدوري الألماني لا يخشى أي شيء، حتى لا يخشى انجلترا والدوري الانكليزي الممتاز".
ولم يكن الطريق إلى ذروة النجاح معبدا بالزهور دوما، حيث بلغ ذروة الإشادة بالانجاز بعد مسيرة دامت أكثر من ثلاثة عقود قبل أن يقرر مسؤولو كرة القدم في ألمانيا تقديم بطولة كبرى تجمع الأمة الألمانية بأكملها تمثلت في الدوري الألماني الدرجة الأولى، أمر دفع بالمدير الفني للمنتخب الألماني، سيب هيربيرغر، إلى القول في الثامن والعشرين من تموز/يوليو من عام 1962 " أخيرا لدينا هذا الأمر". ولا يمكن تجاهل حقيقة أن كرة القدم الألمانية باتت تجذب عشاق اللعبة في كل أنحاء العالم.
وكانت فرق هامبورج وكولونيا وفرانكفورت من الأندية المؤسسة والفاعلة في ضمان نجاح الدوري الألماني لكرة القدم. و كان هناك سبعة أندية بطلة مختلفة خلال المواسم السبعة الأولى من البوندسليغا، حيث لم يستطع أي نادي أن يتطور من أسلوبه في الهيمنة، وهو الأمر الذي مازال يؤرق اوفيرات، رئيس نادي كولونيا السابق حتى الآن. لكن الأعوام السبعة التالية شهدت سيطرة ناديين على جميع الألقاب، وهما ناديان ليسا من أوائل الفرق الـ 16 التي تأهلت إلى البونديسليغا، بل نالا بطاقة الترقي في عام ، 1965، وهما ناديا بايرن ميونيخ ومونشينغلادباخ.
واستحوذ بايرن ميونيخ حينذاك على أغلب النجوم من أصحاب الأسماء الرنانة، أمثال سيب ماير في حراسة المرمى وفرانز بيكنباور في مركز الليبرو وغيرد مولر في مركز الهجوم، بينما ضم بوروسيا مونشنغلادباخ في ذلك الوقت صانع اللعب المتوهج غونتر نيتزر ويوب هاينكس. الأول أصبح معلقا رياضيا لامعا لاحقا والثاني أصبح من خيرة المدربين في أوروبا.
ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها الأندية الألمانية في الدوري الألماني ووصلت على ذروتها في سبعينات القرن الماضي، إلا النظام الكروي في البلاد عانى من نقاط ضعف كثيرة وخطيرة، حيث تم تجاوزها في سنوات لاحقة بشق الأنفس. وطوال هذه الرحلة لم يحقق أي نادي ألماني مثل النجاح الذي حققه بايرن ميونيخ، المتوج بلقب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، والذي يحمل في خزانته 22 لقبا للبوندسليغا، بينما تكتفي بعض الأندية بمطاردة النادي البافاري في الوقت الحالي، وهي مونشنغلادباخ وهامبورغ وفيردر بريمن وبوروسيا دورتموند. ويرى كثير من الخبراء أن الموسم الماضي كان الأفضل على جميع الأصعدة بالنسبة لبايرن ميونيخ، حيث حطم العديد من الأرقام القياسية، التي كان من المستحيل مجرد التفكير بها.
ح.ع.ح /ع.ج.م (د.أ.ب)