الرضا والرفاهية.. كيف يمكن أن تقاس مثل هذه المفاهيم؟
٢٥ سبتمبر ٢٠٢٢الحياة أكثر من مجرد أرقام مثل الناتج المحلي الإجمالي والبيانات الاقتصادية الأخرى. ويقارن مؤشر الحياة الأفضل رفاهية المجتمع في مختلف البلدان في جوانب محددة تتعلق بالاقتصاد والتنمية. ولا يحاول مؤشر الرضا عن الحياة التقاط الحالة العاطفية الحالية للأشخاص. وبدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بتقييم الأشخاص لحياتهم في سياق أكبر.
ولكن كيف يمكن قياس الرفاهية؟ قد نشعر بالرضا لدى تناول وجبة طعام باهظة الثمن، في المقابل يربط آخرون الرفاهية بحرية الحركة والتنقل وقضاء أكثر من إجازة. لكن ما يبدو وكأنه لحظة تشبه الحلم بالنسبة لشخص ما قد يكون شيئًا غير مرغوب فيه بالنسبة لشخص آخر.
هذا يدل على أنه حتى كل شخصين يمكن أن يكون لديهما فهم مختلف تمامًا لما تعنيه الرفاهية. وبنقلها إلى دول أخرى، لا يبدو الأمر برمته مختلفًا بالطبع. ولكن كيف يحدد الناس في بلدان في إفريقيا وآسيا "رفاهيتهم"؟ ألقت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج نظرة فاحصة على هذا الأمر.
ألمانيا من أفضل دول العالم في الرفاهية والإمارات الأفضل عربيا
في إفريقيا الروحانية واحترام كبار السن
وفقًا للدراسة، تلعب الروحانية الدور الأكثر أهمية في فكرة الرفاهية والرضا الاجتماعي. ففي إفريقيا، إلى جانب الإسلام والمسيحية، هناك قبل كل شيء الديانات الأفريقية التقليدية، حيث لا يفهم الفرد نفسه إلا فيما يتعلق بمجموعته وأسلافه. الشخص المتوفى الذي يحظى بالاحترام في الأسرة، وهو قريب من الأحياء ويهتم برفاهيتهم.
ويعتبر احترام كبار السن الذين ما زالوا على قيد الحياة جزءًا طبيعيًا من الثقافة في العديد من المجتمعات.
آسيا - قارة شديدة التدين
في قارة آسيا، التي تتكون من عدة مناطق فرعية والتي وصفها الباحثون بأنها "أكبر قارات العالم وربما أكثرها تعقيدًا"، يلعب تعدد الديانات المختلفة دورًا رئيسيًا في حياة الناس اليومية وشعورهم بالقبول والرضا.. إنهم "يحددون هياكل الحكومة، ويثيرون المواجهة، ويشجعون المعتقدات والتقاليد والعادات والعادات المنتشرة.
تميز الدراسة تأثير الرفاهية في آسيا مقارنة بأفريقيا، حيث تلعب الأديان أيضًا دورًا رئيسيًا. هناك دول مثل اليابان أو الهند أو مصر أو الأردن يلعب فيها العنصر الديني أو الروحي دورًا مهمًا بالنسبة للشعب، بينما في دول أخرى مثل تركيا يوجد "فصل بين السلطات" ومع ذلك، تعتمد بشكل كبير على الدين، في ظروف معينة. وفي بلد مثل ألمانيا لا يزال الدين يلعب دورًا مهمًا.
الرفاهية في نيوزيلندا مرتبطة بأربعة عوامل
وفقًا للدراسة، فإن "التراث الأصلي للمجموعات القبلية الكبيرة" لها تأثيرات كبيرة على مفهوم الرفاهية في نيوزيلندا. كما أن مبادئ الماوري (ثقافة السكان الأصليين للجزيرة) المتمثلة في الاحترام والحذر والقدرة على "النظر والاستماع والتحدث" سيكون لها تأثير قوي على ممارسات الرعاية الصحية والمعرفة.
وبحسب مجلة بريغيته الألمانية كانت دراسة استقصائية أجرتها حكومة نيوزيلندا قد كشفت عن أربعة عوامل رئيسية مهمة لرفاهية السكان:
ـ صحة ممتازة
ـ أموال أكثر من كافية أو كافية للأشياء اليومية
ـ عدم الشعور بالوحدة
ـ بيت مناسب يلبي الاحتياجات
علاء جمعة