الروبوتات قادمة!
١١ أغسطس ٢٠٠٨حين يرغب قسم التطوير في شركة تويوتا اليابانية في إظهار قدراتها الحالية، فبإمكانه ملء خشبة العرض بكافة أنواع الروبوتات. ومن بينها أربعة روبوتات يجيدون العزف بمهارة على الطبول وآلات النفخ الموسيقية المختلفة، ويمكنها بالتالي تقديم مقطوعات جاز موسيقية. والطريف في الأمر أنها تنحني في النهاية بلطف أمام تصفيق الجمهور.
لغة العشرة آلاف كلمة
الشركة اليابانية العملاقة ترغب في إظهار قدرة روبوتاتها الكبيرة على العمل بدقة وبوداعة خاصة. وهذه الوداعة مطلوبة في ميدان عملها، فعليها أن تقوم مستقبلاً برعاية المرضى وكبار السن، بعد أن أصبح هذا المجال يحظى بأهمية كبيرة إزاء التغيرات الاجتماعية الطارئة على أسلوب الحياة اليابانية، كما يرى باول ناسكولو، المتحدث باسم شركة تويوتا في العاصمة اليابانية طوكيو. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 21 بالمائة من السكان تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، وهو المعدل الأعلى بين معدلات شيخوخة السكان في الدول الصناعية جميعاً. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بحلول عام 2050 إلى 40 بالمائة.
وتم بالفعل بيع عدد من روبوتات العناية تلك، وكان من أولها روبوت الاستحمام هيرب، الذي صنعته شركة سانيو والذي يتمتع بملامح بشرية وقادر على التعرف على الأشخاص الذين يصادفهم أثناء عمله. كما أنه قادر على مخاطبتهم بلغتهم بثروة لغوية مكونة من 10 آلاف. أما شركة هوندا فقد أنتجت الروبوت أسيمو، الذي يقوم بمهام أكثر تعقيداً ويستطيع تأدية بعض الرقصات والكلام، إضافة إلى إيجاد طريقه إلى مكان تزويده بالطاقة.
هيمنة يابانية
ولعل أكثر هذه الروبوتات غرابة هو الروبوت بابيرو، الذي أنتجته شركة أن أي اس. وتتمثل مهمة بابيرو في قيامه برعاية الأطفال أثناء انشغال الوالدين. ويقوم باللعب معهم ومعرفة مكانهم عن طريق شريحة اليكترونية خاصة، تمكن الوالدين كذلك من مراقبة عمله على شاشة صغيرة تفتح على جهاز الكومبيوتر وتوجيهه إن اقتضت الضرورة.
تهيمن هذه الشركات اليابانية على سوق مبيعات هذه الروبوتات، التي تُدير أغلب قطاعات الحياة هناك. وبلغ حجم تجارة هذه الأجهزة في العام الماضي 120 ألف روبوت، كان من بينها 80 ألف اُشتريت من اليابان. أما ألمانيا فقد حصلت على المركز الثاني بواقع 12 ألف روبوت.
الروبوتات الرفيقة
أما في ميدان ما يسمى بالروبوتات الرفيقة، التي تعيش جنباً إلى جنب مع الإنسان وتشاركه مفردات حياته، فترى شركة تويوتا أنها قد حازت على مكانة متقدمة بين الشركات المنافسة الأخرى. عن هذا يقول ناسكولو: "توجد نقاط تشابه كثيرة مع فرع إنتاج السيارات في الشركة"، مشيراً إلى روبوتات الإنتاج في الفرع وميزاتها مثل معرفة الأوامر لغوياً في أنظمة التوجيه والمتحسسات بعيدة المدى أو المحركات الصغيرة. ويضيف ناسكولو بالقول: "نريد توسيع عملية إنتاج الروبوتات الرفيقة ليكون احد الفروع الأساسية في شركتنا". وتركز الشركة في الوقت الحالي على إنتاج وتطوير الروبوتات المنزلية وتلك التي تعنى بالمرضى وكبار السن، إضافة إلى الروبوتات العاملة في نطاق الإنتاج والناقلات الذكية.
مارتين هيغله، مدير احد اقسام معهد فراونهوفر لتقنيات الإنتاج، يعرف مدى التعقيد التي ينطوي عليها إنتاج الروبوتات المنزلية. ويوضح هيغله بالقول: حتى لتحقيق أوامر البسيطة مثل ناولني نظارتي، فإن على المرء الخوض في ميادين المعلوماتية الواسعة". فعلى الروبوت فهم التوجيهات من خلال الإشارة باليد والاستفسار عن معلومات إضافية أذا اقتضى الأمر. وينبغي عليه أن يعرف أنه ليس بحاجة للبحث عن النظارة في الثلاجة، كما يقول الخبير الألماني.