السعودية تستنكر" التدخل الروسي السافر" في شؤونها
١٥ يوليو ٢٠١٢نقلت وكالة الأنباء السعودية فجر الأحد عن مصدر وصفته بالرفيع في وزارة الخارجية قوله إن السعودية "اطلعت باستهجان واستغراب شديدين على التصريح الصادر عن مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان عن المملكة، والذي يشكل تدخلا سافرا وغير مبرر بأي حال من الأحوال في شؤون المملكة، ويتنافى في الوقت ذاته مع الأصول والقواعد الدبلوماسية".
وأضاف المسؤول السعودي: "وإذ تستنكر حكومة المملكة هذا التصريح الذي تعتبره عدائيا، فإنها تود أن تذكر المسؤول الروسي بأن المملكة كانت ولا تزال حريصة على احترام قواعد الشرعية وسيادة الدول واستقلالها ، ونأت بنفسها عن التدخل في شؤونها الداخلية ، بما في ذلك حرصها على عدم التدخل في شؤون روسيا ، وسياساتها في التعامل مع الاضطرابات داخل حدودها والتي أودت بأرواح العديد من الضحايا."
خلاف حول سوريا
وأشار إلى أن السعودية تأمل بألا يكون صدور مثل هذا التصريح "الغريب، يهدف إلى صرف النظر عن المجازر الوحشية والشنيعة التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، وبدعم ومساندة لأطراف معروفة تعرقل أي جهد مخلص لحقن دماء السوريين".
ويبدو أن هذا التبادل العلني النادر للتصريحات انعكاسا للتوتر بشأن الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ 16 شهرا والتي تعارض فيها روسيا تطبيق عقوبات يدعمها الغرب والعرب ضد الرئيس بشار الأسد. وحالت روسيا دون إصدار مجلس الأمن الدولي قرارين للضغط على الأسد لإنهاء حملته. وتتقدم السعودية الدول العربية التي تدعم المعارضين في سوريا.
وذكر موقع وزارة الخارجية الروسية على الانترنت أن مفوض حقوق الإنسان الروسي كونستانتين دولغوف أبدى "قلقا كبيرا" إزاء الوضع في شرق السعودية بعد ما وصفه باشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين سلميين قتل خلالها شخصان وأصيب أكثر من 20 شخصا.
وقالت وزارة الداخلية السعودية إنه لم تقع اشتباكات، ولكن مهاجمين مجهولين قتلوا شخصين يوم الأحد الماضي في شرق البلاد حيث تتركز الأقلية الشيعية في السعودية.
احتجاجات المنطقة الشرقية
وقال دولغوف إن الشعب في المنطقة الشرقية بالسعودية كان يحتج "ضد التدهور الحالي، وفقا لرأيهم، في حقوق المجتمع الشيعي من جانب سلطات المملكة".
وكانت السلطات السعودية اعتقلت يوم الأحد الماضي الشيخ الشيعي نمر باقر النمر في مدينة العوامية بشرق المملكة، فيما أعلن عن مقتل 3 في المنطقة الشرقية بالسعودية منذ الاثنين الماضي بعد احتجاجات أعقبت اعتقال النمر. ويذكر أن المنطقة الشرقية، الغنية بالنفط والتي تقطنها أغلبية من الشيعة (نحو مليوني شخص)، تشهد منذ آذار/ مارس العام 2011 احتجاجات وتظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية وبالإفراج عن معتقلي الرأي.
(ع.ع./ رويترز، د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي