السعودية: حظر تدخين النرجيلة و"النساء أكثر المتضررين"!
١٣ أكتوبر ٢٠١٢سيكون اليوم السبت (13 أكتوبر/ تشرين الأول) هو آخر يوم أمام مدخني النرجيلة في مدينة جدة السعودية لإشباع متعتهم في تدخينها في مقاهي المدينة التي تستعد لحظر تدخين النرجيلة في الأماكن العامة. وفرض الحظر على تدخين النرجيلة -المعروفة باسم الشيشة- في الأماكن العامة في بعض المدن السعودية الأخرى منذ سنوات لكنه سيطبق الآن للمرة الأولى في جدة.
وقال غسان محمد منصور مدير مقهى أروما في جدة "إنها مشكلة كبيرة بالنسبة للمقهى، فأكثر من 80 في المائة من زبائننا يأتون لتدخين الشيشة وهم الآن يشكون عندما نخبرهم بأننا لن تكون لدينا شيشة بعد ذلك". وقالت صحيفة "سعودي غازيت" الناطقة بالانجليزية، الأربعاء الماضي، إن أكثر من 35 من رجال الأعمال من أصحاب الاستثمارات في المطاعم والمقاهي شكوا إلى الغرفة التجارية بالمدينة من الحظر وطالبوا بحماية مصالحهم.
حظر التدخين لأسباب صحية
وقد فُرض حظر تدخين النرجيلة وغيره من أشكال التدخين على أساس صحي حيث تدعو وزارة الصحة لإجراءات أكثر صرامة ضد هذه العادة منذ سنوات. وفي نجد وسط البلاد، حيث تقع الرياض، فُرض حظر تدخين الشيشة في المدن منذ فترة طويلة.
وقال منصور مدير المقهى إن الحظر سيؤثر بشكل أكبر على النساء اللائي سيجدن صعوبة في التردد على مقاه خارج المدينة في بلد لا يسمح فيه للنساء بقيادة السيارات. وستفرض غرامات كبيرة متزايدة على المقاهي والمطاعم التي تخالف الحظر وتواجه الإغلاق بشكل نهائي إذا تبين أنها تقدم النرجيلة لزبائنها. وقال منصور "لدينا الآن قوائم مشروبات ومأكولات جيدة وسوف نحاول جذب مزيد من الزبائن بالدعاية لأطعمتنا لكننا رغم ذلك سنخسر."
المركز الرابع عالميا في استيراد التبغ
وكانت إحدى الإحصائيات قد أشارت إلى أن حجم سوق التبغ في السعودية يتجاوز1.4 مليار ريال، وتحتل السعودية المركز الرابع على مستوى العالم في استيراد الدخان، والمرتبة 19 من حيث ارتفاع معدلات نمو سوق التبغ بها. وبلغ عدد المدخنين في السعودية أكثر من ستة ملايين مدخن، ينفقون 30 مليون ريال يومياً. وشهدت السوق السعودية تزايداً في مبيعات التبغ خلال السنوات الأخيرة، وكانت آخر إحصائية من الواردات أكثر من مليار وأربعمائة وتسعين مليون ريال.
ويذكر أن قاضي سعودي كان قد كشف في تموز/ يوليو الماضي عن استقبال المحاكم لدعاوى زوجات متضررات من ممارسة أزواجهن للتدخين المترتب عليه ضرر صحي. وقال عضو محكمة الاستئناف القاضي السعودي الدكتور إبراهيم الخضيري إن الأحكام القضائية المطبقة في مثل هذه الحالات تصل إلى الحكم بفصل الزوجين عن بعضهما، مستثنيا الحالات التي تكون فيها الزوجة قد رضيت بزوجها "معيبا". ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية في حينها عن الخضيري تأكيده وجوب فصل الزوج عن الزوجة في حال اكتشافها أنه مدخن، وقال "لو أن امرأة تزوجت رجلا واكتشفت أنه مدخن، وذكرت في الدعوى إصابتها بمرض في الصدر وحساسية شديدة، وأوضحت أنها لم تكن تريد رجلاً مدخنا أصلا لاعتبار ذلك عيبا شرعياَ فيه، فيجب أن يفصل الزوج عن الزوجة لحصول الضرر وعدم استمرار الحياة الزوجية".
ع.ش/ع.ج.م (رويترز، د ب أ)