السمنة تشكل تحديا جديا أمام القطاع الصحي
٢٧ يوليو ٢٠٠٧يزيد عدد الأشخاص المصابين بالسمنة في العالم اليوم على المليار ومن الممكن ان يصل الى 1.5 حتى عام 2015. وهذا العدد لا يشمل البلدان الصناعية المتقدمة فحسب، بل كذلك البلدان النامية والصاعدة. وبسبب هذه الزيادة فأن القطاع الصحي أصبح يواجه تحديات جديدة، واحد هذه التحديات هو عدم مناسبة الأجهزة الطبية للأشخاص المصابين بالسمنة.
وإزاء تزايد عدد هؤلاء الأشخاص فقد نجح مدير المستشفى الجامعي في مدينة كولونيا الألمانية أرفن لومير وأحدى زميلاته في إنشاء صالة عمليات مجهزة بكامل المعدات الطبية لإجراء عمليات لهؤلاء الأشخاص. ويبلغ حجم الآلات الطبية المخصصة للإجراء العمليات ثلاث حجم تلك المستخدمة في عمليات المرضى العاديين. عن هذا يقول لومير: "إن كلاليب الجراح طويلة لان منطقة البطن يجب أن تكون مشدودة ومكان العملية بادياً للعيان". ويضيف لومير قائلاً: "عندما يحاول المرء تثبيت منطقة البطن بكلاليب صغيرة لمدة ساعتين أو أربع ساعات فأن الأنسجة الشحمية تنزلق تدريجياً لتمنع الرؤية بشكل جيد".
الأدوات الجديدة تخفف معاناة المصابين بالسمنة
قبل صنع هذه المعدات الكبيرة الحجم كان من الصعب القيام بعمليات جراحية للذين يعانون من السمنة، الأمر الذي كان يتطلب إخضاعهم في البداية لحمية غذائية من اجل تخفيف وزنهم. وكان كلاوس هايستركامب أحد هؤلاء المرضى، إذ أنه يتذكر جيداً أنه توجب عليه الانتظار طويلاً عام 2003 عندما أراد إجراء عملية في أنفه.
وسبب هذا الانتظار كان وزنه الزائد، الذي يصعب على طاولة العمليات تحمله. كان هايستركامب يزن آنذاك 190 كيلو، وهو وزن لا يمكن لاي طاولة عمليات جراحية ان تتحمله. أما المقابض والكلاليب والإبر المستخدمة في العمليات الجراحية فكانت لا تكفي من حيث الحجم لإجراء العملية الجراحية.
السمنة مرض العصر
فقد هايستركامب وظيفته في أحد مراكز الاتصالات الهاتفية وهو في الأربعين من عمره بسبب السمنة كما يقول. فعلى ما يبدو أن مشاكله الصحية ومنظره الملفت للنظر قد أزعجت مديره في العمل. وكان هايستركامب، وهو أب لثلاثة أطفال، يدور في حلقة مفرغة، فقد كان عليه أن يخفض من وزنه من أجل الاحتفاظ بوظيفته، غير أن عمله الكثير على الهاتف كان يحتم عليه عدم الحركة بصورة طبيعية، إضافة إلى تناول أطعمة مليئة بالسعرات الحرارية خلال فترات الاستراحة القصيرة كانا سبباً في زيادة غير طبيعية في وزنه.
هايستركامب ليس وحده من يعاني من هذه المشاكل، فهناك الكثير من الأشخاص الذي يعانون من حالات لا تختلف عن حالته في العديد من البلدان التي تشهد نمواً اقتصادياً سريعاً كالهند والصين. ففي تلك البلدان تحسن دخل الفرد كثيراً خلال العقود الأخيرة. أما مشاكل قلة الغذاء فقد تراجعت بشكل كبير، بل على العكس من ذلك فقد أصبحت الوجبات الغذائية المحتوية للكثير من السعرات الحرارية كما هو الحال في البلدان الصناعية المتقدمة، بحسب ما يراه كريستيان شنايدر، الطبيب في المستشفى الجامعي في مدينة كولونيا.
ويضيف شنايدر قائلاً: "أدى النهوض الاقتصادي هناك الى إصابة الكثير من الأشخاص بالسمنة، خصوصاً في الأعمال التي لا تتطلب جهداً عضلياً كبيراً."