السودان سيقبل بنتائج الاستفتاء على الجنوب "أياً كانت"
٢٥ سبتمبر ٢٠١٠أنضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى عدد من زعماء الدول في الأمم المتحدة مساء أمس الجمعة (24 سبتمبر/ أيلول) لمحاولة إقناع حكومتي شمال السودان وجنوبه بقبول نتائج الاستفتاء الشعبي الذي قد يسمح لجنوب السودان بالانفصال.
وأضاف أوباما أن استفتاء تقرير المصير في السودان، الذي تأخر عن موعده المقرر، يجب أن يتم بشكل سلمي في وقته المحدد، ألا وهو التاسع من يناير/ كانون الثاني القادم، محذراً من "الثمن الرهيب الذي دفعه الشعب السوداني في المرة الأخيرة التي كان الشمال والجنوب في حالة حرب، (فقد) قتل نحو مليوني شخص، وأصبح الملايين بلا مأوى وتشرد الملايين في مخيمات اللاجئين. هذه هي النتيجة الرهيبة للصراع في السودان والتي لا يجب أن تصبح مستقبله"، كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي.
من ناحيته أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الاستفتاء الشعبي في السودان يجب أن يجري في أجواء سلمية. وأضاف أن الأمم المتحدة تتوقع "أن يكون الاستفتاء سلمياً وأن يجري في جو بعيد عن التهديد وعن انتهاك الحقوق. نتوقع أن يوافق الطرفان على النتائج".
قبول سوداني ومخاوف من النتائج
واستجاب كل من نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، ورئيس حكومة جنوب السودان سالفا كير إلى مطالب الرئيس أوباما والأمم المتحدة، وتعهدا بقبول نتائج الاستفتاء "مهما كانت"، وذلك أثناء مشاركتهما في اجتماع خاص عقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال نائب الرئيس السوداني خلال قمة مخصصة للسودان في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن الوحدة هي الحل المفضل لكنه اعترف بحق "شعب الجنوب في خيار آخر". وأضاف "نتحمل مسؤولياتنا وستقبل حكومتنا نتائج الاستفتاءين".
وأعرب الجانبان السودانيان في بيان أقره الاجتماع عن التزامهما بإجراء تصويت موثوق به في الموعد المقرر في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، وإتباع اتفاقية السلام التي أبرمت بين الطرفين عام 2005، والتي أنهت عقوداً من الحرب الأهلية في السودان.
إلا أن الخبراء أعربوا عن تخوفهم من عدم استطاعة الزعماء السودانيين أو استعدادها لإجراء هذا الاستفتاء المعقد والحساس، والذي يتوقع أن يصوت فيه الجنوبيون على الاستقلال عن حكومة الخرطوم. وكان سالفا كير قد قال بأن خيار الوحدة قد أعطي الأولوية في السنوات الخمس الماضية، إلا أنه لم يعد "خياراً جذاباً لشعب جنوب السودان".
وأضافت مؤسسة "غلوبال ويتنس" الدولية للأبحاث التي تتخذ من لندن مقراً لها، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن سعي جنوب السودان لإقامة دولة مستقلة عن شماله قد يمهد الطريق لحرب جديدة يكون محورها احتياطي السودان النفطي، إذ يعتقد بأن الجنوب يمتلك احتياطياً نفطياً أكبر من الشمال، وهو أحد العوامل التي دفعت الحرب الأهلية التي انتهت عام 2005.
(ي.أ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي