السودان يغلق حدوده البرية مع ليبيا
٢٩ يونيو ٢٠١٠أعلن وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود احمد ان السودان سيغلق كل منافذه الحدودية البرية مع ليبيا اعتبارا من اول تموز/يوليو بسبب تهديد ما وصفه بـ"المتمردين والخارجين عن القانون". وجاء في مرسوم نشر على موقع الوزارة على الانترنت ان "حركة المرور في هذا الطريق تتعرض لتهديد وعدوان المتمردين والخارجين عن القانون والذين يقومون بالنهب أو فرض الرسوم والجبايات غير القانونية مع تعريض الأرواح والممتلكات للخطر في كثير من الأحيان". الا ان البيان امتنع عن ذكر تفاصيل حول المقصود بالمتمردين الذي تقول الخرطوم انهم يهاجمون المسافرين.
اتهامات بتقويض السلام
لكن قرار الخرطوم جاء بعد يوم من إعلان السودان أنه طلب من ليبيا طرد زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم متهما إياه بالإدلاء بتصريحات تقوض جهود السلام في دارفور . وأجرى إبراهيم عددا من المقابلات مع وسائل الإعلام الليبية كرر فيها تهديدات حركته بمهاجمة مدن سودانية منها الخرطوم وبإخراج محادثات السلام القائمة بين الحكومة السودانية والجماعات المتمردة الأخرى عن مسارها.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير تباحث هاتفيا مع الزعيم الليبي معمر القذافي الخميس الماضي. واستنادا إلى وسائل الإعلام السودانية، فانه جرى خلال هذه المكالمة بحث مسالة وجود خليل ابراهيم في طرابلس. وكان رئيس المخابرات السودانية محمد العطا صرح منذ يومين بان تسليم ابراهيم بات وشيكا.
من جانبه، صرح المتحدث باسم الحركة لفرانس برس ان "خليل ابراهيم موجود في ليبيا وسيبقى هناك إلى أن ينهي مشاوراته بشان مستقبل دارفور والسودان" مع الزعيم الليبي معمر القذافي.
وكانت التشاد الجارة الجنوبية لليبيا رفضت استقبال إبراهيم وعلى الاثر لجأ الى ليبيا ما اثار دهشة السلطات السودانية التي تطالب بتسليمه الى السودان وبمساعدة الانتربول في اعتقاله.
"تفهم" ليبي
من ناحيتها، أعلنت طرابلس أنها "تتفهم تماما القرار الذي اتخذته السودان بغلق منافذها وحدودها البرية التي تربط بين البلدين الشقيقين وذلك لأسباب معروفة للجميع خاصة وأن مشاكل دارفور ما زالت مستمرة".ونقلت وكالة الانباء الليبية عن مسؤول في وزارة الخارجية الليبية فضل عدم الكشف عن هويته قوله ان "الاخوة السودانيين يعرفون جيدا بأن السودان لن يمسها أي سوء من جانب الجماهيرية العظمى فنحن أشقاء والتعاون بيننا مستمر على خير ما يرام".
وحركة العدل والمساواة إحدى حركتين متمردتين في دارفور حملتا السلاح ضد حكومة السودان في عام 2003 متهمين إياها بإهمال الإقليم، وكانت السلطات السودانية توصلت الى وقف لاطلاق النار مع حركة العدل والمساواة مرفق باتفاق سياسي في شباط/فبراير الماضي. وانخرطت الحركة على الاثر في عملية السلام في الدوحة برعاية قطر ووسيط الامم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي، لكنها غادرت طاولة المفاوضات ثم اعلنت انها لن تعود اليها بسبب سيطرة القوات الحكومية على جبل مون المعقل الاستراتيجي للحركة غرب دارفور.
واوقع النزاع في دارفور منذ 2003 نحو 300 الف قتيل وفق تقديرات الامم المتحدة وعشرة الاف بحسب الخرطوم. كما ادى الى تشريد مليونين و700 الف شخص.
(ي ب / ا ف ب / د ب ا / رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم