الشباب المغربي يسعى لدور أكبر في الحياة السياسية والحزبية
١٢ سبتمبر ٢٠١١بعد نقاش مستفيض وافقت الأحزاب المغربية على تخصيص حصة للشباب على اللوائح الانتخابية في الاقتراع التشريعي المبكر في نهاية شهر نوفمبر تشرين الثاني. وفي هذا الصدد يقول الناشط الشاب ياسين اخديشي إن ما تمخض إلى حد الآن يمكن اعتباره مكسبا صغيرا وإيجابيا يجب الدفاع عنه. ويشدد إخديشي على ضرورة استثمار هذه الحركية، التي يعرفها العالم العربي، من أجل التوعية على "ضرورة العودة إلى الالتزام المجتمعي وحتى في ما يخص النساء، فالشباب ليس له موقف سلبي، لكن لا يجب أن يكون هناك تمثيل على حساب الآخر". وينتقد إخديشي الأحزاب المغربية موضحا أن "ردود فعل بعضها كانت مخجلة تجاه هذا المقترح أو دون توقعات الشباب".
أما هشام الأحرش، عضو شبيبة حزب العدالة والتنمية (إسلامي معتدل)، فيرى أن "الاتفاق حول لائحة وطنية من الشباب والنساء كيف ما كانت نسبتها يجب ألا تحجب رؤيتنا على ضرورة حضور الشباب في العملية الانتخابية بعيدا عن منطق الكوطا او الثمثيل التفضيلي عبر لائحة وطنية". ويضيف الأحرش لدويتشه فيله أن شبيبته لا تمانع في اعتماد هذا الخيار بشكل مؤقت واستثنائي، في أفق خلق قيادات شبابية لها حضور وازن على المستوى السياسي والحزبي وقادرة على المنافسة الانتخابية. ويتابع الأحرش أن ما يجب التنبه له هو دمقرطة الاختيارات على مستوى لائحة الشباب والإيمان أن الخيار الطبيعي والمنطقي هو المنافسة على اللوائح المحلية في أفق تجديد النخب الحزبية.
حركة الشباب المغربي من أجل التمثيلية السياسية الآن
دفاعا على فكرة تمثيلية الشباب داخل المشهد الحزبي، تأسست مؤخرا "حركة الشباب المغربي من أجل التمثيلية السياسية الآن". وتضم الحركة مجموعة من شبيبة الأحزاب وما يقارب 45 منظمة من المجتمع المدني. وفي حديثه عن الحركة يقول ياسين إخديشي، وهو عضو بارز فيها، إنها تضم شبابا ملتزما بمشاريع سياسية معينة. شباب يؤمن أن الأحزاب السياسية هي من الضرورات الديمقراطية ويجب أن تعكس المجتمع بنخب قادرة على أن تترجم التعديلات الدستورية إلى حلول تصحح الاختلالات الاجتماعية. وأول رهان تضعه هذه الحركة هو ضخ دماء جديدة في المشهد السياسي برمته، علاوة على الاشتغال من داخل المؤسسة البرلمانية و"تقديم صورة سياسي شاب قادر على أن يحمل هموم المواطنين بعيدا عن لغة الخشب".
وفي حديثة عن العقبات التي تحول دون تمثيلية أفضل للشباب داخل المؤسسات السياسية يفسر إخديشي أن الأمر يتعلق بخطاب الرومانسية السياسية يضم العديد من الوعود من أجل تجديد النخب وضخ دماء جديدة، إلا أن الواقع مختلف. فلكي يصل الشباب إلى المؤسسات التشريعية يجب أن يمروا من اللوائح، وذلك لا يتم إلا عبر الحصول على تأييد الأحزاب السياسية، ومواجهة مجموعة من العوائق والإكراهات السوسيولوجية الموجودة في المجتمع.
الأمل مستقبلا في الشباب
في هذه اللحظة التي يوجد فيها حراك على المستوى العربي والإقليمي، وانخراط شبابي في المشهد السياسي، عاد الحديث حول أهمية الشباب في هذه المرحلة الحساسة، وهو ما يعتبره هشام الأحرش جدلا قديما جديدا على اعتبار أن الشباب كان دائما جزءا من الحراك السياسي الذي عرفه المغرب منذ الاستقلال إلى الآن. ويضيف عضو شبيبة حزب العدالة والتنمية قائلا: "إن جل رموز الحركة الوطنية كانوا من الشباب، إلا أن التحولات التي عرفتها الساحة السياسة جعلت الكثير منهم يمارس نوعا من الانسحاب الاختياري أو الاضطراري من الحياة الحزبية". ويرجع الأحرش الأسباب إلى "غياب الديمقراطية داخل الأحزاب السياسية، التي لم تسمح بالتداول على المسؤوليات. وبالتالي لم تسمح بالتصعيد على هذا المستوى، مما تسبب بنوع من الانسداد داخل القنوات الحزبية. لكن الحراك السياسي الذي عرفه المغرب على غرار باقي الشعوب العربية أعاد من جديد هذا النقاش حول الشباب والسياسة".
وارتباطا بنفس النقطة يؤكد الطالب يونس صاوري على أن تمثيلية الشباب داخل المشهد الحزبي "تشكل نوعا من الخوف لدى السياسيين القدامى أمام أي محاولة للتغيير، لأن تجديد النخب السياسية يشكل نوعا من المجهول بالنسبة للسياسيين، ورفضهم ليس إلا وسيلة من أجل الدفاع عن النفس". ويضيف صاوري لدويتشه فيله أن السياسيين المغاربة يعلمون جيدا أن الشباب المغربي يملك أسلحة جديدة من أجل ولوج المشهد الحزبي والتأثير عليه، لأنهم يتقنون مثلا التقنيات الجديدة الخاصة بالاتصال، وهذا يشكل نوعا من الخوف بالنسبة للقيادات التي لا تقبل فكرة ترك مقاعدها للمبتدئين. وينهي طالب العلوم السياسية كلامه بالقول: "الشباب المغربي ستكون له كلمته داخل المشهد الحزبي، وهذا واضح من خلال الأهمية التي صار يوليها للسياسة عبر الانخراط في حركات احتجاجية من أجل تطهير وتنظيف الساحة السياسية".
سارة زروال ـ الدار البيضاء
مراجعة: أحمد حسو