الشرطة الألمانية تحقق على قدم وساق في جريمة القطارات
٣٠ يوليو ٢٠١٩سعى وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر إلى إضفاء طابع القوة الرمزية لتوضيح خطورة الموقف عبر قطع عطلته الصيفية بسبب حادثة قطارات فراكفورت، والتي قتل فيها طفل في الثامنة من العمر تحت عجلات القطار السريع، بعد أن رمى به رجل هو ووالدته على سكة القطارات. والدة الطفل نجت، لكن طفلها لقي حتفه.
الملفت أن الواقعة كانت ثاني اعتداء من هذا النوع تشهده ألمانيا في خضم أسبوع، والملفت أيضا عدم وجود أي معرفة مسبقة بين الجاني والضحية، كما هو الأمر في الحادث الأول.
ويعقد اليوم الثلاثاء (30 يوليو/ تموز 2019)، وزير الداخلية زيهوفر اجتماعا طارئا مع عدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية عقب وقال بهذا الصدد "هذه الجريمة الشنيعة، سنبحث العواقب الملموسة على الجاني، إضافة للعقوباتالجنائية (التي تنتظره) وآليات إنهاء إقامته. كما أنني منفتح على النقاش حول تدابير أمنية أفضل في محطات القطارات في بلدنا".
الأمن في محطات القطارات
بشاعة الجريمة بثت الذعر في قلوب الألمان، ففي صباح اليوم (الثلاثاء 30 يوليو/ تموز 2019) بات الحديث عن تأمين الفضاءات العامة خاصة محطات القطارات يسيطر على تصريحات الساسة. إذ انتقد القيادي في الحزب الاشتراكي الحليف في الائتلاف الحاكم، مارتين بوركارت في حوار مع صحيفة بيلد الشعبية الواسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم، غياب "مستوى كافٍ" من الأمن على سكك القطارات، وأيضا "غياب" قوات الشرطة الفيدرالية هناك.
غير أن زميلته في ذات الحزب، أنكه رينغر، المسؤولة عن مؤتمر النقل على المستوى الاتحادي وتشغل منصب وزير النقل بولاية زارلاند، لا ترى في تعزيز التدابير الأمنية في محطة القطارات خطوة يمكنها أن تمنع من حدوث جرائم من هذا النوع، فـ"جريمة كهذه غير ناجمة عن تغرة أمنية، بقدر ما هي ناجمة عن ثغرة إنسانية".
وكانت نقابة الشرطة الألمانية قد حذرت في وقت سابق من محاكاة هذه الجرائم ونسخها من قبل البعض، معتبرة أن إلقاء الناس عمدا على سكك القطارات بدأ ينتشر في منطقة برلين.
الجاني يحمل الجنسية الإيريترية
وما يعرف عن الجاني إلى حد اللحظة أنه في الأربعين من العمر ويحمل الجنسية الإيريترية وفق تصريحات الشرطة. وتفيد معلومات وردت إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأنه مقيم في سويسرا.
ولم يدل الجاني حتى الآن بأقوال حول جريمته، لكن متحدثة باسم الادعاء العام ذكرت أنه سوف يمثل أمام قاضي التحقيق الثلاثاء.
وأوضحت الشرطة أن والدة الطفل تمكنت من إنقاذ نفسها عندما سقطت على ممر للمشاة بين خطين حديديين بينما لقي الطفل مصرعه.
وقام الجاني بدفع الأم وابنها نحو قطار طراز ( إنترسيتي إكسبريس)، القطار الأسرع لدى شركة السكك الحديدية الألمانية، حين كان قادما إلى المحطة.
ويحقق الادعاء العام في فرانكفورت في القضية بوصفها جناية قتل ويقوم في الوقت الحالي بتحليل صور الفيديو.
وربط مغردون على موقع تويتر بين الجريمة وبين سياسة اللجوء في ألمانيا. خاصة أن الواقعة الأولى قبل أسبوع في دويسبورغ (غرب)، كان منفذها صربيا. ولقيت حينها امرأة 34 في عقدها الثالث حتفها بعد أن دفعها رجل في 28 من العمر، تحت عجلات القطار في إحدى المحطات في ولاية شمال الراين فيستفاليا.
ويقبع الصربي حاليا في الحبس الاحتياطي، وبعد تحليل عينة دم للجاني، تبين أنه يتعاطى الكوكايين، لكن المدعي العام في دويسبورغ اعتبر أن ذلك "لا يعني أنه كان تحت تأثير الكوكايين تحديدا وقت الحادث".
و.ب/ح.ز (د ب أ ، ا ب د، بيلد)