الشرطة البريطانية تقوم بمداهمات وتنشر صوراً لأربعة مطلوبين
أعلنت الشرطة البريطانية اليوم الجمعة (22 يوليو/ تموز 2005) عن قيامها بقتل شخص في محطة مترو ستوكول جنوب لندن. وجاء إعلانها هذا في وقت يتواصل فيه تعقبها لأربعة أشخاص يحتمل أنهم أرادوا القيام بتفجيرات في لندن يوم أمس الخميس. وقال قائد الشرطة البريطانية ايان بلير أن مقتل الرجل مرتبط بالتحقيقات الجارية حول اعتداءات الأمس التي استهدفت ثلاث محطات أنفاق وباص. وأضاف أنه مرتبط كذلك بعملية مكافحة الإرهاب الآخذة بالاتساع. وذكر مساعده اندي هيمان أن لدى الشرطة صوراً تلفزيونية لأربعة رجال يعتقد أنهم على علاقة بتفجيرات الأمس الفاشلة. وأضاف أن القنابل التي انفجرت جزئياً من صنع محلي. وطلب هيمان من سكان لندن المساعدة من أجل القبض على المشتبه بهم. على صعيد آخر داهمت دوريات الشرطة البريطانية في وقت سابق هذا اليوم منزلاً وسط لندن إضافة لمنزلين آخرين يعتقد أن لهما علاقة بالتفجيرات. وسبق ذلك مداهمتها لمسجد شرق لندن بعد ورود أنباء عن وضع متفجرات فيه.
روايات شهود عيان
روى عدد من ركاب المترو وقائع قيام شرطي باطلاق النار على رجل وارداءه قتيلا اثر ملاحقته في محطة ستوكول. وقال شاهد يدعى مارك ويتبي لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان الرجل قتل بعد ان اطلقت عليه خمس رصاصات مباشرة. وأضاف مارك الذي لم يكن يبعد عن مكان الحادثة اكثر من خمسة امتار، ان الرجل تعثر وتم تثبيته على الارض قبل أن يصوب عليه أحد أفراد الشرطة خمس رصاصات ليموت مباشرة على إثرها. واكد الشاهد ان الرجل كان "ينظر الى اليمين والى اليسار وبدا مذعورا للغاية". واضاف "كانت ملامحه باكستانية ويضع قبعة بيسبول ويرتدي معطفا سميكا شبيها بمعاطف الشتاء. لربما كان يخبئ شيئا فيه نظراً الى عدم وجود سبب لارتداء مثل هذا المعطف في ظل هذا الطقس". وذكرت مارجريت جيلمور مراسلة بي بي سي نقلاً عن رجال الشرطة أنهم حذروا الرجل قبل أن يقتلوه. من جانبه قال المجلس الإسلامي في بريطانيا إن المسلمين هناك يشعرون بالقلق من احتمال قيام الشرطة "باتباع سياسة إطلاق النار بهدف القتل". لكن الشرطة سبق وحذرت من أنها ستطلق النار على أي شخص إذا اعتقدت أنه يمثل تهديدا.
هل تقف القاعدة خلف التفجيرات؟
ذكرت وكالة رويترز للأنباء ان جماعة تزعم انها على صلة بتنظيم القاعدة قالت اليوم الجمعة انها وراء احدث هجوم على لندن. وحذرت الجماعة التي تطلق على نفسها كتائب أبي حفص المصري من انها لن توقف ضرباتها الى ان تنسحب القوات الاجنبية من العراق. وجاء في بيان لها "وما ضرباتنا في عمق عاصمة الكفر البريطاني الا رسالة اخرى لجميع الحكومات الاوروبية بأننا لن نهدأ ولن نستكين قبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من ارض بلاد الرافدين". ومضى البيان يقول "انما هو تحذير لكل من يتسابق في اللهاث خلف سياسة رئيس عاصمة الارهاب في عالم الغاب ورئيس دولة الكفر امريكا". وأعلنت الجماعة المسؤولية عن العديد من الهجمات في اوروبا في الماضي ومن بينها تفجيرات لندن التي وقعت في السابع من تموز/يوليو الجاري وتفجيرات قطارات مدريد عام 2004 . وقال سفير السعودية لدى لندن ورئيس المخابرات السابق الامير تركي الفيصل ان الهجوم يحمل البصمات التقليدية لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. غير أن خبراء أمن شككوا في مصداقية إعلان الجماعة.
ردود أفعال أوروبية
على الصعيد الأوروبي عبرت المفوضية الأوروبية مجدداً عن تضامنها مع بريطانيا بعد سلسلة جديدة من الهجمات يوم أمس الخميس. وقال متحدث باسمها في بروكسل إن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تنفيذ إجراءات مضادة للإرهاب لمواجهة تهديد دائم لسلامة مواطنيها. وأضاف إن الحادث "يبدو هجوما إرهابيا آخر على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وعلى ديمقراطيتنا" وأعربت المفوضية عن تضامنها مع الضحايا وجميع البريطانيين. وتعهد الاتحاد الأوروبي أوائل هذا الشهر بالإسراع في تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب مثل التسجيل الإجباري للمكالمات الهاتفية ومراقبة استخدامات الانترنت عقب التفجيرات الانتحارية في لندن.
دويتشه فيله + وكالات