الصحافة الألمانية: مظاهرة برلين "الإسلامية" حدث تاريخي
١٤ يناير ٢٠١٥كتبت صحيفة "بيلد" الشعبية والأكثر انتشارا في ألمانيا:
"إن الوقفة الاحتجاجية أمام بوابة براندنبورغ ستدخل التاريخ. إنها إشارة إلى أن المسلمين واليهود والمسيحيين يقولون: إننا نقاوم الإرهاب سويا. ما حدث في برلين يجب أن يكون بداية لسياسة جديدة، تنقذنا من الخوف من أفعال الإسلاميين عديمي الضمير. كرامة الإنسان غير قابلة للمساس بها، هذا ما ينص عليه دستورنا. ويمكن أن يعيش الإنسان بكرامة، حين تحميه الدولة".
في دريسدن، حيث معقل حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام، أثنت صحيفة "زيكسيشه تسايتونغ" الأكثر قراءة في ولاية زاكسن، على تحرك مسلمي ألمانيا، فكتبت في تعليقها:
"الإسلام جزء من ألمانيا، لقد ظهر ذلك جليا أمام بوابة براندنبورغ". وتوضح الصحيفة أن ذلك يعني "أن المسلمين يساهمون في تحمل مسؤولية بلدهم، الذي هو ألمانيا. وأنهم يقفون مع حرية الدين والرأي، وضد القتل باسم الدين. إنها إشارة جيدة أن يستجيب الرئيس الألماني والحكومة والبرلمان والكنيسة واليهود لنداء المسلمين، وليس العكس".
أما صحيفة "شفيبيشه تسايتونغ" ترى في تعليقها أن هناك واجبات أيضا على المسلمين:
"المسلمون الذين يعيشون في ألمانيا هم جزء من ألمانيا. يجب أخذهم على محمل الجد كمواطنين في هذا البلد، يتمتعون بكل الحقوق وتترتب عليهم كل الواجبات. فمن يريد أن يجرب حظه هنا، يجب أن يتاح له المجال، بغض النظر عن أصله أو انتمائه الديني. لكن من ناحية أخرى يجب أن يكون واضحا أيضا، أن دولة القانون التي تعمل وفق قوانين محددة يجب الالتزام بها من قبل الجميع بدون أي استثناء. وهكذا في المجتمع المنفتح، ليس من حق أي أحد أن يكون محصنا ضد النقد حتى بشكل لاذع من خلال رسوم كاريكاتورية".
وأخيرا تقارن صحيفة تاغيس تسايتونغ (تاتس) اليسارية بين حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام وألد خصومها من الإسلاميين المتطرفين، ووصلت إلى هذه النتيجة:
"يجب ألا يتظاهرا ضد بعضهما، وإنما مع بعضهما، إنهما من نفس المعدن ويحتاجان لبعضهما: فالإسلام (المتطرف) يكون جذابا للشبان بسبب التمييز، واليمين المتطرف يكون جذابا بسبب تطرف بعض المسلمين. فكلاهما يخسران الكثير بغياب الاستقطاب وفي غياب بعضهما".