الصين تقتحم سوق السيارات الأوروبية
ما أن وصلت طلائع سيارة لاندويند الصينية إلى ميناء انتويرب البلجيكي يوم الثلاثاء الماضي حتى تدافع المشترون على اقتناءها، ولم يمر يومان حتى عثرت السيارات المائتان على أصحابها. وبرغم اختفاء الكماليات المريحة من تصميم السيارة فإنها تحظى بعامل جذب هائل، ألا وهو سعرها البخس. فسيارة لاندويند يقل سعرها بنسبة 40 من سعر مثيلاتها الأوروبية، كما يقول بيتر بيفلدز المسئول عن توزيع سيارات لاندويند. ويضيف أنه يثق أنه سيبيع نحو 2000 سيارة منها هذا العام في أوروبا، وذلك بعد أن حصل على امتياز الموزع الوحيد للسيارة في 27 دولة أوروبية من خلال اتفاق مع الشركة الصينية جينانلينج التي تنتج السيارة.
اتساع في الحجم وتوفير في السعر
أثبتت السيارات الصغيرة العملية مؤخرا كفاءتها ونجاحها الاقتصادي، وذلك بفضل أسعارها التي في متناول الجميع. أما سيارة لاندويند فلا تمتاز برخص الأسعار فحسب، بل وباتساع الحجم ايضاً. ويرى محللون أن السيارة ستعيد تقسيم كعكة سوق السيارات، حيث ستجتزأ حصةً من قطاع السيارات الفخمة مثل بي ام دبليو ومرسيدس وغيرها. فسعرها المريح، الذي يبلغ 17 ألف يورو (20,400 دولار)، إضافة إلى حجمها الكبير يمثل عامل جذب للعديد من القطاعات: الشباب، الأسر محدودة الدخل، ومن يستخدمون السيارات بقلة.
سيارة لاندويند لا تزال بعيدة عن المقاييس الأوروبية في صناعة السيارات، غير أن ذلك ليس سوى مسألة وقت. فلقد ثبتت السيارات اليابانية أقدامها بسرعة في السوق الأوروبية أعوام السبعينات، واستطاعت مجاراة المقاييس وانتاج سيارات تلبي المعايير الأوروبية المطلوبة. لحقتها بعد ذلك السيارات الكورية الجنوبية في أعوام الثمانينات والتسعينات.
عولمة صناعة السيارات
صناع السيارات الألمان كانوا أول من وصل إلى الصين استفادة من توجهات بكين المشجعة على الاستثمار. وأقاموا خطوط إنتاجهم التي وفرت كثير من التكاليف بسبب رخص العمالة في الصين مقارنة بأوروبا. الصينيون بدورهم لم يقنعوا بموقف المتفرج على التكنولوجيا الألمانية، بل تعلموا الكثير منها. فشركة جينانلينج تعتمد في انتاجها لسيارة لاندويند على خط إنتاج قديم لشركة اوبل يدعى فرونتيرا.
يرى الخبراء أن سيارة لاندويند قد تمثل منافساً للشركات الأوروبية لا ينبغي الاستهانة به. فصناعة السيارات في الصين تتميز برخص تكاليفها، على سبيل المثال يتقاضى العامل في مصانع جينانلينج أجراً شهريا يقدر بـ 40 إلى 50 يورو، وهو أجر لا يقارن بما يتقاضاه العامل في أوروبا. كذلك تحصل الشركة على أهم أجزاء السيارة وهو المحرك من شركة ميتسوبيشي، أما طراز الديزل فتقدمه شركة جينيرال موتورز، مما يعني أن الشركة الصينية أصبحت حليفة لكبريات شركات السيارات في العالم.