العراق بين مخاطر التدهور الأمني والخلاف السياسي
١٣ أغسطس ٢٠١٠مع استمرار أزمة تشكيل الحكومة الجديدة يشهد العراق تراجعاً أمنياً ينذر بمخاطر تصاعد موجة عنف تعيد إلى الأذهان المأساة التي مرت بها البلاد عامي 2006 و2007|، ما دفع بعض المراقبين إلى التحذير، ودق ناقوس خطر تدهور الوضع الأمني أكثر والانزلاق إلى مهاوي حرب أهلية. ووصف نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الوضع بـ "حرب مفتوحة على العراق".
ويقول مراقبون إن الجماعات المسلحة والمعارضين للعملية السياسية والتحول الديمقراطي في العراق تستغل الفراغ السياسي وأزمة تشكيل الحكومة، التي يرى صلاح التكمجي، مدير المرصد العراقي للإعلام في لندن، أن العوائق التي تحول دون تشكيل الحكومة كثيرة منها الصراع على السلطة بين الأطراف السياسية التي هناك أزمة ثقة بينها تحول دون اتفاقها.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة، صلاح التكمجي: تحول العملية السياسية إلى صراع على السلطة.)
ويضيف عزت الشابندر، النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، بأن هناك أسبابا أخلاقية تتعلق بطبيعة الصراع على المناصب تحول دون تشكيل الحكومة.. ولكنه ينفي أن يكون المالكي متمسكاً بمنصبه كرئيس للوزراء، بل يقول إن الكتل الأخرى أيضاً فيها من يصر على تولي الحكومة هو كما إياد علاوي..
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة، عزت الشابندر: قادة الكتل السياسية لا يجيدون لعبة الديمقراطية
أما المحلل السياسي العراقي غانم جواد، الباحث في مؤسسة الحوار الإنساني في لندن، فيرى أن أهم ما يحول دون اتفاق الساسة العراقيين هو حداثة التجربة الديمقراطية في العراق، وفقدان أغلبية النخبة السياسية العراقية إلى الثقافة الديمقراطية..
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة، غانم جواد: الأحزاب السياسية الدينية لا تنظر إلى الديمقراطية كأسلوب للحكم بقدر ما تتطلع إلى إقرار الشريعة الإسلامية.)
ويتفق الصحافي والمحلل السياسي الألماني ألبريشت ميتسغر المختص في قضايا الشرق الأوسط، مع القول بأن تراجع الوضع الأمني وتصاعد موجة العنف في العراق، يعود إلى إعادة الجماعات المسلحة ترتيب صفوفها والفراغ السياسي الذي يمر به العراق
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة، ألبريشت ميتسغر: الجماعات الإرهابية مثل القاعدة ستحاول زعزعة الوضع في العراق مستقبلاً.)
وفيما إذا كانت هناك مخاطر حرب أهلية محدقة بالعراق، لا يستبعد ذلك الباحث غانم جواد حيث أن الوضع في العراق وحسب رأيه مفتوح على كل الاحتمالات. وأن انسحاب القوات الأمريكية سيؤدي إلى إضعاف الوضع الأمني الهش القائم حالياً.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة، غانم جواد: هناك احتمال للفوضى وتدخل جيوش بعض الدول المجاورة في العراق)
ويحذر المحلل السياسي الألماني ألبريشت ميتسغر أيضاً من مخاطر تدهور الوضع الأمني في العراق ولاسيما بعد انسحاب القوات الأمريكة من البلاد بنهاية عام 2011، ولكنه لا يشاطر بعض المراقبين مخاوفهم من تحول العراق إلى صومال ثانية، حيث أن هناك دولة قائمة بمؤسساتها في العراق.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة، ألبريشت ميتسغر: مازالت هناك وحدة وطنية في العراق والدولة متماسكة)
الكتلة الكردستانية قدمت ورقة للكتل السياسية الأخرى تتضمن برنامجاً سياسياً للحكومة القادمة، ما دعا البعض إلى التفاؤل بإمكانية مساعدة ذلك على حل الأزمة الراهنة والدفع باتجاه تشكيل الحكومة. ويقول مدير المرصد العراقي للإعلام بأن الكتلة الكردستانية لم تدخل في مهاترات سياسية مع الكتل الأخرى وأن تصريحات البرزاني والطالباني كانت أكثر اعتدالاً وعقلانية.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة صلاح التكمجي: الكتلة الكردستانية تمتلك خطاباً سياسياً عقلانياً متوازناً ومعتدلاً.)
أما النائب عزت الشابندر فيرى بأن الموقف الكردي حتى الآن هو موقف المتفرج، ويحتفظ بمطالبه وما يخص إقليم كردستان العراق وسيعلنها ويتقدم بها حين يرى بأن الوقت حان ومناسب وأن الموقف الكردي حاسم لحل الأزمة الارهنة.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة، عزت الشابندر: الكتلة الكردية لن تبقى متفرجة وتتدخل لاختصار الزمن اللازم لحل الأزمة السياسية الراهنة.)
الكاتب: عارف جابو