العراق: سجال البرلمان والحكومة
١١ يناير ٢٠١٣في أوساط النخب السياسية يشتد الصراع، فالبرلمان يريد استجواب رئيس الحكومة ، وقد وجهوا دعوة لوزير الرياضة والشباب لاستجوابه في بداية تسعى إلى محاسبة الحكومة على أدائها، فيما رئيس الحكومة يتحدث عن حل البرلمان والحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
بين هذا وذلك، تتفاقم مشكلات المواطن العادي، وهو يرى الحكومة والساسة مشغولين عنه بمشكلات وجودهم. الخدمات تتردي يوما بعد آخر، والناس لا يشعرون بالأمان ، والتفجيرات وأعمال العنف تحصد أرواح العشرات.
التطور الميداني المهم هو إغلاق الحكومة لمعبر طريبيل الحدودي مع الأردن. الحكومة تقول إن المتظاهرين قطعوا الطريق وبالتالي فإن الشاحنات تتكدس في الانتظار على الحدود، والمتظاهرون يقولون إن الحكومة تريد أن تخنق محافظة الانبار لتقطع الطريق على المتظاهرين.
" لا احد يريد الاستقالة"
النخب السياسية كما هو واضح لا تثق ببعضها ولكن لا احد من أي كتلة يريد الاستقالة خوفا على المكاسب، وهو أمر عزاه الكاتب الصحفي وداد فاخر رئيس تحرير صفحة السيمر الالكترونية في حديثه إلى DW عربية إلى تشكيلة النخب المتضادة، لأنها قامت على النمط اللبناني، أي حسب تشكيلة طائفية وقومية. وداد فاخر بيّن " أن الجميع يتنعم بمزايا السلطة، ولا احد يريد الاستقالة، فالكل عندهم مصالح وجاه"، ووجه سؤالا إلى القائمة العراقية مفاده" لماذا لا تتركون الحكومة إذا كنتم مختلفين معها، انسحبوا منها واذهبوا إلى انتخابات مبكرة، واحتكموا إلى صناديق الاقتراع!“معتبرا أن زج البلد في مزايدات سياسية يقود به إلى الهاوية.
في مقابل الحراك الشعبي في الانبار والمحافظات الغربية انطلق حراك مساو بالقوة مغاير في الاتجاه في المحافظات الجنوبية، الحراك الجديد تمثل في تظاهرات مؤيدة للمالكي ورافضة لمطالب المحافظات الغربية، معتبرة ان تبني عزة الدوري لمطالبهم كشف في وقت مبكر عن وقوف البعثيين وراء هذه التظاهرات وهي ترفع أعلام العراق القديم وصور صدام حسين.
"وصف العلواني كان موجها لأبناء الانبار"
نزار السامرائي الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية تحدث من عمّان إلى DW عربية معتبرا أن رئيس الحكومة نوري المالكي كان هو البادئ بإثارة النفس الطائفي، " وقد قام بذلك للإتيان بحشد طائفي مضاد". وأعرب السامرائي عن اعتقاده أن حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي هو الذي حشد الناس في مدينة البصرة ومدينة السماوة للتظاهر تعبيرا عن دعمهم له.
ونقل السامرائي قول النائب عن القائمة العراقية احمد العلواني الذي نصه" أبناء الانبار الذين يتعاملوا مع الصفويين ليسوا أكثر من خنازير سياسيين"، والذي كان من أسباب تفجر المشكلة واتساع نطاقها، معتبرا "أن هذا القول موجه لأبناء الانبار "وموجود على يوتيوب ويمكن الرجوع إليه، وهو لا يمثل تجاوزا على مكوّن عراقي.
ومنذ تم الانسحاب الأمريكي عام 2011، ينتقل العراق من أزمة إلى أخرى، وهذا في رأي بعض المراقبين دليل على أن مطلب الانسحاب جاء متسرعا، لكن وداد فاخر أعترض على هذا الرأي ، معتبرا أن مطلب الانسحاب كان صحيحا، لكن غاب التنسيق والتفاهم بين القوى الممثلة في السلطة، ولو كان هناك تفاهم بين الجميع وتغاض عن بعض الهنات، ووضع الطائفية في مكان بعيد عن الشعب والسلطة " الاحتلال لم يكن صمام أمان للشعب العراقي ، بل العراقيون هم أنفسهم صمام الأمان المضمون لو كان هناك حب للوطن . وفي معرض تحليله للفشل المستمر منذ الانسحاب الأمريكي، ذهب فاخر إلى أن هناك قوى خارجية تمسك بمفاتيح الوضع العراقي، وهي تبذل ملايين الدولارات. ورد فاخر على الباحث نزار السامرائي بالقول" لم تكن تظاهرات الرمادي عفوية، وجرى التحشيد لها بفعل فاعل".
" طائفية، أم غير طائفية ؟"
مداخلات المستمعين في الحوار جاءت كثيرة جدا، وعبّر اغلبها عن رغبة العراقيين في تجاوز خندق الأزمة بسلام، وقد ذهب حسين من بغداد إلى أن " كل الإعلام العربي والصحافة العربية طائفية. ورد على ما ذهب إليه د السامرائي بالقول إن مظاهرات الانبار كانت طائفية من البداية ". وقد سمعنا أوصافهم لنا بالصفويين والفرس وما إلى ذلك". فيما وجه أحمد في اتصال من بغداد سؤالا إلى ضيف البرنامج فحواه" إلا تعتقد أن كثير من الساسة ما زالوا في مرحلة المراهقة السياسية؟".
أكرم من بغداد ذهب إلى أن المظاهرات تتم تغذيتها كل يوم بحدث جديد، من تعذيب السجينات، إلى اعتقال حماية العيساوي إلى مطالب إلغاء قانون الإرهاب ، مبينا أن " ثورات الربيع العربي قامت على حكومات ديكتاتورية، وحكومة العراق منتخبة من الشعب". وفي اتصال من بغداد، أشار محمد إلى أن حكومة العراق منتخبة، ولكن يجب علينا أن لا نكيل بمكيالين، " فحين تقوم تظاهرة في الجنوب والوسط ، يحسب لها ألف حساب، أما حين تقوم تظاهرات في المنطقة الغربية والشمالية ، يجري التضييق عليها، الصحيح هو أن نسمع صوت الناس وننصت إلى مطالبهم".
أبو علي من بغداد أشار إلى أن صلاة السيد مقتدى الصدر في الحضرة الكيلانية قد كسرت الفتنة، فيما قال علي في اتصال من البصرة " أن التظاهرات سببها أن الحكم شيعي. وأشار عثمان في اتصال من صلاح الدين إلى أن " التظاهرات هي رد فعل ضد سياسة الحكومة الطائفية ".
في اتصال من البصرة ، وجه المستمع محسن سؤالا إلى ضيف البرنامج السامرائي نصه" اسأل الأستاذ نزار ، هل هو مقتنع بإلغاء المادة 4 إرهاب؟".
أبو محمد في اتصال من الموصل أشار إلى " وجوب توفر حسن الظن في نوايا المتظاهرين، وإساءة الظن بهم وربط حركتهم بدول خارجية سيعقد المشكلة".