أنباء عن الاستعانة بـ"الحشد الشعبي" في الأنبار
٣٠ أبريل ٢٠١٥يستعد العراق لنشر مقاتلين شيعة تدعمهم إيران في مناطق قبلية سنية إلى الغرب من بغداد، في خطوة يقول مؤيدوها إنها ضرورية لإلحاق الهزيمة بمتشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بينما يقول المعارضون إنها يمكن أن تشعل مزيداً من العنف الطائفي.
ولعبت الجماعات الشيعية المسلحة دوراً محورياً بالفعل إلى جانب وحدات من الجيش النظامي في الشهور القليلة الماضية، في أول حملة ناجحة تشنها الحكومة العراقية ضد متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما ساعد على استعادة تكريت، مسقط رأس صدام حسين على نهر دجلة شمالي بغداد. ومع ذلك تجنبت الحكومة حتى الآن الاستعانة بالقوات الشيعية في محافظة الأنبار بوادي نهر الفرات غربي العاصمة، وهي موطن للعشائر السنية وتمتد على الطرق الرئيسية المؤدية إلى الأردن وسوريا. وتعتبر بغداد الأنبار الهدف التالي في حملتها لاستعادة السيطرة على الأراضي من المتشددين.
ولكن مع تعثر تقدم الجيش، بات المسؤولون يتحدثون الآن صراحة عن إرسال المقاتلين الشيعة، الذين ينتظمون تحت مظلة ما يطلق عليه "الحشد الشعبي". وقد يثير هذا انزعاج الولايات المتحدة التي تدعم الحكومة العراقية من الجو ضد مقاتلي "الدولة الإسلامية"، ولكنها تشعر بالقلق من تحالف بغداد مع المقاتلين الشيعة الذين يحصلون على الأسلحة والأموال والتوجيه الاستراتيجي بشكل علني من إيران.
ووجهت بعض الشخصيات القبلية المؤيدة للحكومة في الأنبار نداءات لبغداد مؤخراً من أجل إرسال المقاتلين الشيعة لنجدتهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". لكن آخرين يقولون إن هذا سيكون خطأ جسيماً يدفع القبائل للاحتشاد وراء التنظيم الإرهابي، الذي يقدم نفسه على أنه مدافع ضد المقاتلين الشيعة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع، بحسب قوله.
وبعد الانتصار على المتشددين في تكريت هذا الشهر، أعلنت الحكومة العراقية أنها ستشن حملة ضدهم في الأنبار في المرحلة المقبلة، قبل التوجه إلى مدينة الموصل بشمال العراق. لكن لم تكد الحملة الجديدة تبدأ حتى شن مقاتلو "داعش" هجوماً في الأنبار كشف الخلل المستمر في الجيش، الذي انهار جزئياً في الصيف الماضي. وخلال الحملة الأخيرة في تكريت، حارب المقاتلون الشيعة على خط الجبهة الأمامي بمشاركة جنرال من الحرس الثوري الإيراني في ساحة المعركة. وبعد الاستيلاء على المدينة، اتُهم هؤلاء المقاتلون بنهب وحرق ممتلكات السنة المحليين وهو ما ينكرونه.
وتشجع واشنطن حكومة بغداد على تكرار التكتيكات التي استخدمتها في الأنبار خلال حملة عامي 2006 و2007 عندما قلبت مشاة البحرية الأمريكية الدفة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة من خلال تسليح ودفع أموال للقبائل المحلية، في حركة عرفت باسم "قوات الصحوة" بالأنبار. لكن تعهدات الحكومة بتسليح القبائل لم تتحقق بشكل كامل ويرجع ذلك جزئياً إلى انعدام الثقة بين الجانبين.
ا.ف/ ي.أ (رويترز)