الغرب يدعو لانتقال سريع للسلطة في مصر والتمهل في اجراء الانتخابات
٥ فبراير ٢٠١١حثت بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة مصر اليوم السبت (05 شباط فبراير) على ضرورة تغيير القيادات بسرعة، لكنها نصحت بالتمهل في إجراء الإنتخابات، داعية أثناء مؤتمر الأمن العالمي الذي يعقد حاليا في مدينة ميونيخ الألمانية، إلى الإنتقال المنظم نحو الديمقراطية.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في المؤتمر "يجب أن يكون هناك نوعا من عملية الإنتقال المنظم وتجنب حدوث فراغ في السلطة"، في مصر وتابعت "اعتقد أن إجراء انتخابات سريعة في بداية عملية للتحول الديمقراطي سيكون خطأ." وأضافت "إذا أجريت انتخابات أولا فلن تكون هناك فرصة لتطوير هياكل جديدة (للحوار السياسي واتخاذ القرارات)". وأنه "يتعين على مصر الآن أن تقرر بنفسها ما هو لاحق".
ميركل "للديمقراطية خطوط حمراء" لاينبغي تجاوزه
وأوضحت ميركل أنها لا تستطيع أن تقول ما هي الطريقة التي يتعين على المعارضة أن تتحدث بها مع النظام في مصر ، وقالت: "الواضح هو أن هناك شيئا سيتغير من الناحية النوعية"، مشيرة إلى أن المصريين هم الذين سيقررون بأنفسهم متى وبأي سرعة سيتم هذا الأمر. وتابعت المستشارة: "ليس بوسعي سوى أن أنصح بشدة بالانصات إلى حد كبير للناس الذين استطاعوا لأول مرة التعبير عن رأيهم". وأعتبرت ميركل أنه "لا يمكن تصدير نموذج الديمقراطية الغربي بحذافيره إلى كل منطقة في العالم"، لكنها ذكَّرت الوقت نفسه أن "خطوطا حمراء" للديمقراطية لا ينبغي تجاوزها ، موضحة أن تلك الخطوط تحددها مواثيق حقوق الإنسان العالمية للأمم المتحدة.
أما الموقف الأمريكي فقد عبرت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالقول إنه "من المهم دعم عملية الانتقال التي أعلنتها الحكومة المصرية والتي يتزعمها فعليا نائب الرئيس عمر سليمان" وفي الوقت الذي أكدت فيه على تأييد بلادها "بشدة" للنداءات بديمقراطية أكبر، فإنها قالت إن هذه العملية ستستغرق وقتا لارساء العمل التمهيدي "الذي سيسمح باجراء انتخابات منظمة من المقرر ان تجري في سبتمبر". وأضافت كلينتون "الرئيس مبارك أعلن أنه لن يترشح في الانتخابات القادمة ولن يترشح إبنه "، مشيرة الى أن الحكومة تعهدت باجراء اصلاحات دستورية والسماح بمشاركة سياسية أكبر، وقالت "هذا هو ما ندعمه ونأمل في أن نراه يتحرك بطريقة منظمة لكن بأسرع ما يمكن في ظل هذه الظروف".
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما حث نظيره المصري مرارا على بدء نقل فوري للسلطة، متجنبا الإشارة إلى ضرورة تنحي الرئيس المصري. وأشار أوباما أمس الجمعة إلى أن الرئيس المصري تجاوز الحاجز النفسي بقوله إنه مستعد للتخلي عن السلطة بعد انتخابات ايلول/سبتمبر، وأن عليه أن يعيد النظر الآن في موقفه مع تنامي حركة الاحتجاج. وتابع الرئيس الأمريكي أن على مبارك "الاستماع الى ما يقوله الشعب ويتخذ قرارا حول طريق مستقبلي يكون منظما وجديا وذا مغزى".
مخاوف من صعود انظمة متطرفة
وفي الوقت الذي دعت فيه كلينتون الى نشر الديموقراطية في الشرق الاوسط في ظل "عاصفة مؤاتية" تهب في المنطقة، فانها حذرت من "مخاطر الفوضى". وتابعت "ينبغي أن يكون هناك في كل منطقة (الشرق الاوسط) تقدم واضح وفعلي في اتجاه أنظمة شفافة ونزيهة ومسؤولة". وحذرت من أن "هناك بالطبع مخاطر ملازمة للانتقال الى الديموقراطية" لافتة الى أن "الانتقال قد ينزلق الى نظام متسلط جديد".
واشارت الى ان "بعض الثورات اطاحت بقادة متسلطين لياتي متسلطون جدد يخطفون العملية السياسية مستخدمين العنف والنفاق والتزوير الانتخابي للبقاء في السلطة او لفرض اجندة متطرفة". وقالت كلينتون "إن الذين يريدون المشاركة في النظام السياسي يجب أن يلتزموا بمبادئ أساسية مثل نبذ العنف كوسيلة للإجبار السياسي وإحترام حقوق الأقليات والتعامل بروح التسامح والاستعداد لقبول الحلول الوسط". وتابعت: "الذين لا يقدمون هذه التعهدات لا يستحقون الجلوس على المائدة".
" انتقال السلطة يجب أن يتم الآن"
من ناحيته اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان تحقيق "استقرار اكبر" في مصر يتطلب تغييرا سريعا في البلاد. وإعلن "الى الذين يقولون إن علينا الالتصاق بالنظام لأنه يمثل الاستقرار، اقول إن لا استقرار اليوم في مصر. اننا بحاجة الى تغيير، الى اصلاحات وعملية انتقال للتوصل الى مزيد من الاستقرار".
واضاف رئيس الوزراء "اخشى أنه كلما طال هذا الوضع ان يتعزز موقف الذين يريدون اقامة دولة مصرية لا نريدها"، بدون ان يوضح ما اذا كان يتحدث عن قيام نظام اصولي أو عسكري. وشدد كاميرون على "وجوب تشجيع المحادثات" بين الاطراف المصريين بهذا الهدف.
على صعيد الاتحاد الأوروبي كان زعماء الاتحاد قد دعوا في بيان صدر أمس في قمة بروكسل إلى وجوب "أن تلتزم جميع الاطراف بضبط النفس وان تتفادى تصعيد العنف وأن تبدأ عملية انتقال منظمة الى حكومة ذات قاعدة عريضة. ويؤكد المجلس الاوروبي أن عملية الانتقال هذه يتعين ان تبدأ الآن."
( ع. ج. م/ رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: عارف جابو