الفراعنة يسعون إلى تحقيق إنجاز تاريخي في كأس الأمم الإفريقية
٢٣ يناير ٢٠١٠بأدائه القوي في منافسات الجولة الأولى في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 في أنغولا عزز المنتخب المصري حُلمه في تحقيق إنجاز ليس له مثيل في نهائيات هذه البطولة التي تُعدّ الأهمّ والأكثر إثارة في كرة القدم الإفريقية. فإذا ما حقق الفراعنة حلمهم بالظفر بلقب النسخة السابعة والعشرين لكأس إفريقيا، فسيكونوا قد فازوا بلقب هذه البطولة للمرة السابعة في تاريخهم والثالثة على التوالي. وهو ما لم يُحققه أي منتخب آخر في القارة السمراء حتى الآن.
ويبدو أن الفراعنة مصممون على تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق. وهذا ما ظهر جلياً في منافسات الدور الأول التي أنهاها المنتخب المصري بثلاث انتصارات مقنعة على نيجيريا ( 3 : 1 ) وموزامبيق ( 2 : 0 ) وبنين ( 2 : 0 ). وبهذه النتائج القوية حجز صاحب الرقم القياسي في الفوز بكأس أمم إفريقيا بطاقة التأهل إلى ربع نهائي البطولة على رأس المجموعة الثالثة، ما يعني بقاءه في مدينة بنغيلا حتى الدور نصف النهائي وتفادي عناء السفر إلى مدينة أخرى ومواجهة متصدر المجموعة الرابعة.
أداء رائع رغم غياب القوة الضاربة
لا شكّ في أن المنتخب المصري، حامل اللقب في النسختين الأخيرتين، قدّم أفضل العروض في منافسات الدور الأول للعرس الكروي الإفريقي، وذلك على الرغم من افتقاده لقوته الهجومية الضاربة المتمثلة في محمد أبو تريكة وعمرو زكي ومحمد بركات بسبب الإصابة. لكن غياب هؤلاء النجوم أعطى الفرصة للاعبين ناشئين واعدين من أمثال عماد متعب الذي أحرز أول أهداف المصريين في البطولة وصاحب الهدف الثاني لمصر في البطولة أحمد حسن. وكذلك نجم فريق بروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان الذي أربك دفاع نيجيريا في المباراة الافتتاحية لمصر وساهم كثيراً في تحقيق الفوز عليها واللاعب الواعد محمد ناجي جدو، لاعب الاتحاد السكندري المصري، الذي سجّل أول أهدافه الدولية في ثاني مباراة له مع منتخب بلاده. ويرى خبراء الكرة أن جدو يتمتع بالكفاءات اللازمة لتحقيق النجومية على الصعيد العالمي. هذا مع أن ضمّه لتشكيلة الفريق أثار موجة من الاحتجاجات في مصر.
جدو يردّ على منتقديه
إثر استدعاء محمد ناجي جدو إلى تشكيلة المنتخب المشارك في كأس إفريقيا 2010 أقامت الصحافة المصرية الدنيا ولم تقعدها على اعتبار أن خبرته المتواضعة في الدوري المصري لن تمكنه من مساعدة المنتخب المصري على الدفاع عن لقبه، خاصة أنه كان من الواضح أن المنتخب سيفتقد لعدد من نجومه الأساسيين بسبب الإصابة. وتعرّض مدرب المنتخب حسن شحاتة لانتقادات لاذعة لتفضيله جدو على أسماء كبيرة من أبرزها مهاجم الزمالك أحمد حسام "ميدو" صاحب الخبرة الكبيرة في الملاعب الأوروبية، حيث لعب في صفوف فرق عريقة، مثل أياكس امستردام الهولندي وروما الايطالي.
وجاءت الحملة الهوجاء ضد شحاتة آنذاك في وقت كان فيه المدرب بحاجة ماسة إلى مساندة جميع المصريين من أجل رفع معنويات لاعبيه المهزوزة عقب فشلهم في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا. لكن تألق جدو في منافسات الدور الأول للبطولة جاء ليُسكت الصحافة المصرية وجميع منتقديه ومنتقدي المدرب حسن شحاتة الذي عقد آمالاً كبيرة على جدو في سعيه إلى تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في الظفر بلقب البطولة الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي.
وكان جدو قد لفت الأنظار منذ مباراته الأولى في البطولة القارية عندما دخل بديلا لحسني عبد ربه في المباراة الأولى لمصر أمام نيجيريا ونجح في تسجيل الهدف الثالث لفريقه الذي حسم اللقاء لصالحه بثلاثة أهداف لهدف. وأكد جدو تألقه أمام موزامبيق أيضاً عندما حلّ مكان لاعب خط الوسط محمود عبد الرازق وسجل الهدف الثاني لمصر بطريقة فنية رائعة. وبذلك كان عند حُسن ظن مدربه شحاتة الذي ردّ بهذه العروض القوية لفريقه على كل من انتقد اختياره لتشكيلة الفريق المشارك في كأس إفريقيا 2010.
مصر تُعوّل على عودة الروح المعنوية للاعبين
وبتشكيلة الفريق الحالية يملك الفراعنة الإمكانيات اللازمة للظفر بلقب البطولة للمرة السابعة في تاريخهم والثالثة على التوالي. وفي ذلك يُعوّل مدرب الفريق الوطني المصري حسن شحاتة على عودة الروح المعنوية العالية إلى صفوف فريقه بعد خيبة الأمل الكبيرة جراء الفشل في التأهل إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا. وأظهر الفراعنة في أولى مبارياتهم ضمن البطولة أمام نيجيريا روحهم القتالية الكبيرة واستعدادهم لبذل قصارى جهدهم من أجل تحقيق هدفهم. فعلى الرغم من تخلفهم أمام النيجيريين بهدف لصفر، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل وظلّوا مقتنعين بقدرتهم على قلب نتيجة المباراة لصالحهم.
وهذا ما تحقق لهم بالفعل من خلال عرض رائع قدموه في هذه المباراة، على الرغم من أن ثلاثة من لاعبيهم دخلوا أرض الملعب وهم يعانون من المرض، وهم وائل جمعة وحسام غاني واللاعب القدير حسني عبد ربه الذي لعب دوراً حاسماً في تتويج منتخب بلاده بلقب النسخة الأخيرة لكأس أمم إفريقيا 2008 في غانا وفاز بلقب أفضل لاعب في البطولة. وهو الآن يطمح مع لاعبي فريقه إلى التتويج بلقب النسخة السابعة والعشرين لنهائيات كأس أمم إفريقيا في أنغولا. وهذا ما يحلم به أيضاً الشعب المصري بأكمله الذي ينتظر صعود منتخب بلاده إلى منصة التتويج في أنغولا لتضميد جراح الفشل في تحقيق حُلم 80 مليون مصري بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ مصر والأولى منذ عام 1990.
الكاتب: علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: هشام العدم