القاهرة - صور من واقع الثورة المصرية
منذ اندلاع الثورة المصرية، قبل أكثر من عامين، تصل الصور ومقاطع الفيديو للمتظاهرين في ميدان التحرير لجميع أنحاء العالم لتقربنا مما يحدث في مصر. معرض "القاهرة- المدينة المنفتحة" يوثق لأحداث الثورة عبر لقطات مختلفة.
صور من ميدان التحرير
أفلام الفيديو والصور التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية ترسم نظرة شاملة عن واقع الثورة المصرية والمظاهرات المتوالية التي يشهدها ميدان التحرير، الذي أصبح رمزا للثورة. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك منبرا أساسيا لانتشار هذه الصور في جميع أنحاء العالم. ولكن هل تعكس هذه الصور حقا واقع أحداث الثورة؟
صور مستقلة ومحايدة؟
هذا هو السؤال الذي يحاول معرض "القاهرة- المدينة المنفتحة" الإجابة عليه، وذلك في متحف فولكوانغ في مدينة إيسن الألمانية والذي تستمر فعالياته إلى غاية الخامس من شهر أيار/مايو. مثال من المعرض: في سنة 2011 أسست مجموعة من الصحفيين والناشطين والسينمائيين في القاهرة جمعية مستقلة لأفلام الفيديو والصور تحت اسم "مُصرّين" وبعد عام من التأسيس خرج الفيديو "توسي" الذي تم عرضه في مهرجانات سينمائية دولية.
ثوار الفيسبوك
تم ربط الثورة المصرية في الغرب بشبكات التواصل الاجتماعي. منظمو المعرض يؤكدون مرة أخرى على أهمية مثل هذه البرامج في نشر المعلومات. غير أنهم يشيرون إلى أن الفيسبوك وغيره من منابر التواصل الاجتماعي لم تكن كافية لإشعال فتيل الثورة، وإنما شجاعة الشعب وتصميمه ، الذي خرج إلى الشوارع، هو ما أدى بشكل أساسي إلى ثورة حقيقية.
رمز وحشية النظام
ترجع هذه الصورة إلى سنة 2011 وترمز إلى وحشية نظام الديكتاتور المخلوع حسني مبارك، حيث تقوم الشرطة بتعنيف امرأة شابة. هذه الصورة أثارت مشاعر الناس في مختلف أنحاء العالم. في هذه اللقطة يحمل أحد المحتجين صورة الناشطة المعنفة خلال مسيرة احتجاج في نيسان/ أبريل عام 2012. وهذا يعتبر مثالا حيا على قوة الصور.
الثورة النسائية
العديد من المصريات خرجن أيضا إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهن والمساهمة بشكل فعال في المظاهرات، كما نشاهد في هذه الصورة من كانون الأول/ ديسمبر 2011، حيث توجهت مجموعة من الناشطات إلى نقابة الصحفيين في مسيرة سلمية بالقاهرة. ولكن آمال الناشطات خابت في ما يخص دعم دور المرأة في الحياة السياسية والساحة الإعلامية.
قصص شخصية من الثورة
كيف يمكن إيصال القصص الشخصية وراء الحركة الاحتجاجية؟ بعض الفنانين المصريين حاولوا تحقيق ذلك بالبحث عن لغة إبداعية جميلة يصفون فيها القصص والمصائر الشخصية المختلفة للمحتجين. هذه القصص تنظر إلى الظاهرة من وجهات نظر مختلفة وتقدمها في أشكال مختلفة مثل الفيلم القصير "سوف أتحدث عن الثورة" للفنانة المصرية ياسمينة متولي من القاهرة. الفيلم يوثق لقطات شخصية في بداية الثورة.
سلطة جديدة وغضب جديد
الاضطرابات والاحتجاجات في الشارع المصري لم تنته بسقوط نظام مبارك في شباط/ فبراير2011، حيث لازالت المظاهرات تندلع بين الفينة والأخرى ضد سياسات الحكومة الإسلامية التي يقودها الرئيس محمد مرسي. هذه الصورة، للمصور الصحفي جوناثان رشاد، تظهر مجموعة من المعارضين للرئيس مرسي أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين.
مستقبل الثورة المصرية
لا يضع معرض الصور نهاية للثورة المصرية. فهو عبارة عن مشروع مستمر لأن حركة الحرية في مصر والعالم العربي لازالت مستمرة. إذ ورغم سقوط نظام مبارك، فإن الكثير من المصريين يشعرون بخيبة أمل من الظروف الحالية. ولهذا فإن القاهرة ستظل مسرحا للمظاهرات والمواجهات بين مختلف الأطياف السياسية.