القذافي يتودد للقبائل ويشتم معارضيه متهما إياهم بالتبعية لبن لادن
٢٢ فبراير ٢٠١١من ثكنة العزيزية، التي بقيت على دمارها منذ الغارة الأمريكية في 16 فبراير /شباط 1986، ألقى الزعيم الليبي معمر القذافي خطابا نقله التلفزيون الليبي الرسمي كما نقلته شاشات عرض عملاقة في الساحة الخضراء. وشن القذافي هجوما على أجهزة الإعلام دون أن يسميها ، كما ألقى باللوم على جهات لم يسمها واصفا اياها بـ "أجهزة الخيانة والعمالة والنذالة والرجعية والجبن". وأشار القذافي إلى أن من يثيرون هذه الأحداث يريدون أن يقولوا للعالم إن ليبيا تريد "الدروشة واللحى والعمائم والاستعمار والانتكاسة".
ووصف القذافي ليبيا بأنها فخر الأمم حيث تعقد كل القارات المؤتمرات الدولية فيها، وهدد المتظاهرين قائلا "سنرد بالفعل في الميدان وفوق الأرض، معمر القذافي ليس رئيسا يزعل فيستقيل، بل هو قائد ثورة والثورة تعني التضحية إلى الأبد حتى نهاية العمر وسأبقى أدافع عن الثورة إلى الأبد". ومضى يقول " أنا ارفع من المناصب، أنا مقاتل مناضل ثائر وستبقى ليبيا في القمة تقود العالم ولا يمكن أن يعطل مسيرتها مأجورون تافهون، أنا ادفع ثمن بقائي هنا ولا يمكن أن أسيء لتضحية جدي وسأموت شهيدا معه".
شتائم بالجملة للمتظاهرين
وشن القذافي هجوما شرسا على المتظاهرين واصفا إياهم بـ"جرذان ومأجورين مدفوعين الثمن من المخابرات الأجنبية وهم يريدون أن يشوهوا مجد ليبيا". وأضاف القذافي بأن المتظاهرين شبان مخدرون يغيرون على مراكز الشرطة والمعسكرات والمحاكم ويحرقون ملفاتهم الموجودة في المحاكم ليخفوا جرائمهم. واستدرك القذافي قائلا "إن هؤلاء ليسوا مذنبين لأنهم صغار السن يافعين ويقلدون ما جرى في تونس، لكن هناك مجموعة صغيرة مريضة مندسة تعطي الحبوب والنقود لهؤلاء اليافعين وتزج بهم في معارك جانبية".
وفي كلام فهم منه أنه لا يريد تحمل المسؤولية عما يجري قال القذافي "أنا وزملائي لم نعد مسؤولين عن أي شيء سوى الدفاع عن ليبيا وقاتلنا الجميع فسقطت الرجعية وتركنا كل شيء للشعب حتى البترول". وفي إشارة إلى خطاب نجله قبل أيام دعا القذافي إلى تشكيل لجان شعبية جديدة سيتولى تنظيمها سيف الإسلام القذافي. وعاتب عدة مرات أهالي المدن الثائرة عليه ووجه لهم إهانات ثم عاد ليطالب النساء بالخروج لإعادة أبنائهن وأزواجهن وإخوانهن لكي لا يلقوا مصيرا مظلما.
القذافي يهدد معارضيه بتنفيذ عقوبة الإعدام
ونفى القذافي إن يكون قد لجأ للقوة في القضاء على التظاهرات حتى الآن ولكنه هدد باستخدامها وفقا للقانون الدولي وللقوانين الليبية. وأشار القذافي إلى أن "المتظاهرين يسعون لجعل بلادنا مثل أفغانستان ليمنحوا أمريكا ذريعة لاحتلالها". واستشهد الرئيس الليبي بفقرات متعددة من قانون العقوبات الليبي كلها تحمل عقوبة الإعدام، ثم ضرب أمثلة من العالم اعتبرها مظهرا لحرص زعماء الدول على حماية وحدة بلادهم وأمنها.
وفي معرض تهديده للمحتجين استشهد القذافي بأمثلة من التاريخ منها واقعة ميدان "تيان آنمين" في خريف بكين عام 1989، وواقعة ضرب الدبابات الروسية في عهد الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين لمجلس الدوما ومدينة الفلوجة في العراق التي دمرها الأمريكيون لوجود الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي فيها ، وبإسرائيل التي هاجمت غزة لتقضي على الإرهابيين فيها حسب تعبير القذافي دائما. ثم هدد الرئيس الليبي بكلمات قوية المتظاهرين بالقول:"سنزحف عليهم بالملايين من الصحراء ونقضي عليهم من بيت لبيت ولن نسمح لهم ان يخربوا ليبيا، أنقذوا أنفسكم قبل ان نصدر أوامر الزحف المقدس"
واختتم القذافي خطابه بعتب شديد وتهديد صريح لدولة قطر بسبب ما تبثه قناة الجزيرة عن ليبيا بالقول: "بارك الله فيكم يا حكومة قطر، هل هذه نهاية الزاد والملح، لماذا أنتم ضدنا ولمصلحة من؟ ستندمون وقد دقت ساعة العمل والى أمام " .
ملهم الملائكة
مراجعة: احمد حسو