القمة الأوروبية الآسيوية تتعهد بمواجهة الأزمة المالية العالمية
٢٤ أكتوبر ٢٠٠٨وفقاً لتوقعات المراقبين فقد طغى موضوع التصدي للأزمة المالية العالمي على محادثات قادة الدول الأسيوية والأوروبية المشاركين في قمة أسيم في بكين، حيث أجمع المشاركون على ضرورة تعزيز الحوار والتعاون لموجهة الأزمة المالية الراهنة. كما شدد المسؤولون الأسيويون والأوروبيون على التعامل بشكل جماعي مع الأزمة من خلال تحسين سبل التعاون بين أوروبا وآسيا، مطالبين في ذات الوقت بتحقيق نظام "عادل ومفتوح" للتجارة العالمية تحت مظلة منظمة التجارة العالمية واتخاذ قرار سريع بشأن مفاوضات الدوحة المتعثرة لتحرير التجارة العالمية.
ومن ناحية أخرى أعرب رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية دول آسيم الـ 43 عن قلقهم من التأرجح الشديد في أسعار المواد الغذائية وأسعار النفط والتي تشكل خطورة على استقرار معدلات النمو، مشددين في الوقت نفسه على أهمية تعزيز الجهود الرامية لاستقرار أسعار المواد الغذائية.
رد جماعي منسق "على الأزمة المالية العالمية"
وكانت الصين قد طالبت في مستهل القمة بـ "رد جماعي منسق" على الأزمة المالية العالمية. وشدد الرئيس الصيني هو جينتاو اليوم في مستهل أعمال القمة على أهمية استعادة الثقة في أسواق المال وقال في هذا الإطار:"لن يتم تجاوز الأزمة إن لم يحدث ذلك". وقال جينتاو إن الأزمة المالية العالمية رفعت من درجة الريبة والشك بالنسبة للاقتصاد الصيني أيضا ولكنه وعد بتأمين مواصلة النمو بشكل قوي من خلال تشجيع الطلب المحلي. كما أكد أن التطور الاقتصادي السريع في الصين يعد أيضا "مساهمة كبيرة" للاقتصاد العالمي. ويتوقع الخبراء أن يحقق الاقتصاد الصيني الذي يعد رابع أكبر اقتصاد في العالم، نموا بين 8 إلى 9 بالمائة على الرغم من الأزمة العالمية.
تشديد الرقابة على أسواق المال
من جهتها طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتشديد الرقابة على أسواق المال كخطوة تهدف لتجاوز الأزمة المالية العالمية الراهنة. وقالت ميركل إن صندوق النقد الدولي يجب أن يقوم بدور "المراقب لاستقرار النظام المالي العالمي". وشددت المستشارة الألمانية على أهمية التصدي للـ"مساعي الأحادية الرامية لتحقيق نجاح قصير المدى" المصحوبة بمخاطر واسعة وتحقيق المزيد من الشفافية لتفادي حدوث أزمات مستقبلية.
وأكدت ميركل في كلمتها التي جاءت قبل اجتماع مجموعة الـ 20 الاقتصادية، على أهمية إشراك الدول الصاعدة مثل الصين والهند في جهود التصدي للازمة.
أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فطالب الدول الأسيوية بدعم مساعي الاتحاد الأوروبي الرامية لحل الأزمة المالية العالمية. وقال ساركوزي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة في بكين خلال قمة آسيم :"حان وقت اتخاذ القرارات". وأضاف الرئيس الفرنسي بالقول: "يتعلق الأمر بأزمة عالمية ولذلك يجب التعامل معها بشكل عالمي أيضا". وأشار ساركوزي إلى أن أوروبا ستعمل على صياغة اقتراحات جماعية لحل الأزمة خلال القمة الاقتصادية العالمية في الولايات المتحدة. وأكد الرئيس الفرنسي في الوقت نفسه على حاجة أوروبا لدعم الجانب الآسيوي وقال: "أوروبا بحاجة لدعم آسيا في مساعيها". يُذكر أن قمة آسيم المقبلة ستُعقد عام 2010 في بلجيكا.