القوات الأمريكية تنسحب من المدن العراقية وسط ترحيب شعبي ورسمي
٣٠ يونيو ٢٠٠٩أنهت القوات الأميركية اليوم الثلاثاء(30.06.2009) ستة أعوام من التواجد العسكري في جميع المدن العراقية، في مرحلة مهمة على طريق استعادة القوات العراقية المسؤولية الكاملة في البلاد، وبذلك تتولى القوات العراقية، التي تتألف من 500 ألف شرطي وما بين 200 إلى 250 ألف جندي، ملء الفراغ الذي تركته القوات الأميركية خصوصا في المدن الكبيرة مثل الموصل وبغداد، التي لا تزال تشهد أعمال عنف شبه يومية.
و يأتي هذا الانسحاب بموجب اتفاق أمني وقعته بغداد وواشنطن تمهيدا للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 ، وانسحبت آخر الوحدات القتالية الأمريكية من وسط العاصمة أمس الاثنين إلى قاعدتين كبيرتين قرب مطار بغداد.
احتفالات عراقية بالانسحاب
و على نحو غير مسبوق منذ أكثر من 6 أعوام عاش العراقيون اليوم أجواء من الفرح والاستعراضات العسكرية صاحبتها الفرق الموسيقية وحفلات غنائية لعدد كبير من المطربين ابتهاجا بهذا الحدث. وأعلنت الحكومة العراقية اليوم يوم عطلة رسمية لجميع المؤسسات والوزارات الحكومية ودعت العراقيين إلى إقامة الاحتفالات الجماهيرية دون فرض حظر التجول، والتحرك بحرية وإطلاق تسمية يوم "السيادة الوطنية" و" الشموخ و" والعرس الوطني " على هذا اليوم.
وارتفعت الزينات في شوارع المدن فيما قامت قوات الشرطة العراقية بتزيين سياراتها وهي تجوب الشوارع. ونظمت استعراضات للجيش والشرطة في المدن الكبرى بحضور أعداد كبيرة من الجماهير حيث عزفت الموسيقى العسكرية، فيما خصصت المحطات التلفزيونية والإذاعية العراقية مساحات واسعة من برامجها لتناول عملية الانسحاب وبثتُ الأغاني الوطنية في مشهد غير مسبوق منذ دخول القوات الأمريكية إلى العراق ربيع 2003.
"بداية مرحلة جديدة"
و تقدم الرئيس العراقي جلال طالباني بالشكر لقوات التحالف باعتبارها "خلصت العراق من النظام السابق"، مؤكدا أن الثلاثين من حزيران/يونيو من عام 2009 سيصبح "بداية مرحلة جديدة في تاريخ عراق ديمقراطي اتحادي مستقل وموحد "يكون فيه الشعب سيد نفسه ومالك خيراته ومقرر مصيره وصانع تاريخه".
من جانبه صف رئيس الوزراء نوري المالكي انسحاب اليوم بأنه "نصر" وقارن بينه وبين الانتفاضات التي قامت بها العشائر العراقية ضد الإمبراطورية البريطانية السابقة عام 1920. ويرى كثير من العراقيين في هذا اليوم مناسبة لاستعادة كبريائهم بعد ست سنوات من الوجود الأمريكي، كما ووصف رئيس البرلمان العراقي إياد السامرائي الحدث بأنه "يوم تاريخي يسجل لصالح العراقيين ومن شارك في العملية السياسية ومن كان على ثقة من إنجاز عملية التحرير الكامل لأرض العراق من الوجود الأجنبي".
الخشية من المستقبل
لكن على الجانب الأخر تسود مخاوف لدى بعض العراقيين من تصاعد العنف بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية، لاسيما بعد إعلان الجيش الأمريكي في بيان له اليوم إن أربعة من جنوده قتلوا أمس في مواجهات مع مسلحين.
وتزداد الشكوك حول قدرة القوات العراقية على تولي مسؤولية الأمن لاسيما مع تصاعد وتيرة العنف خلال الأسابيع الماضية، حيث نفذ مسلحون هجومين هما الأسوأ منذ أكثر من عام قتل خلالهما نحو 150 شخصا. و وتتضاعف المخاوف مع اقتراب الانتخابات العامة التي ستجرى في يناير/ كانون الثاني القادم و التي ستكون اختبارا حقيقيا للقوات العراقية و حكومة المالكي.
(ب. ي/ د ب ا/ رويترز/ أ ف ب)
تحرير: عبده المخلافي