1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الكتاب الورقي في عصر الإنترنت ـ مكتبة إبراهيم بالرباط نموذجا

٢٤ يونيو ٢٠٢٣

من يتجول في عاصمة المغرب الرباط باهتمام بإمكانه اكتشاف تلك المحلات الصغيرة لبيع الكتب التي قلما يمكن التعرف عليها من الخارج، لكنها تعتبر من الداخل جنة حقيقية للشغوفين بالكتب الورقية حتى في عصر الإنترنت.

https://p.dw.com/p/4Spnw
جانب من محل لبيع الكتب في الرباط (30/6/2017)
جانب من محل بيع الكتب في الرباط (أرشيف)صورة من: Artur Widak/NurPhoto/picture alliance

كتب وكتب وكتب على مرمى العين. وعلى اليمين واليسار من مدخل محل الكتب تتراكم في شكل برجين لا تدع المجال إلا لشخص واحد من أجل المرور إلى الداخل. والمحل يشبه شقة صغيرة وارتفاعه يصل إلى ثلاثة أمتار وهو مليئ عن آخره  بالكتب  على الأرض وعلى الجدران وفي وسط المحل. إنها مملكة بائع الكتب إبراهيم الذي يعمل هنا منذ أكثر من 30 عاما ويعرف جميع الكتب التي يعرضها هنا للبيع، ويقول " غالبيتها أعرف عنوانها ومؤلفها وأستخرج  الكتاب  المنشود، وأعرف أين يوجد. وكل هذا  بدون إنترنيت ولا حاسوب  ـ أحتفظ بكل الكتب في ذاكرتي".

والوضع داخل المحل يبدو من زمن آخرـ لكن الناس يعرفون أنهم إذا كانوا بحاجة إلى كتاب ما فما عليهم إلا التوجه إلى محل إبراهيم الذي يوجد في شارع رئيسي في حي أغدال بالرباط. والرجل اللطيف يقوم بالبحث عن الكتاب الذي يرغب فيه المشتري. تدخل مجموعة من تلميذات ثانوية ديكارت المجاورة:

"السلام عيلكم، هل لديك كتاب الطاعون لأربيرت كامو؟". الفتيات يبحثن عن مطالعة مدرسية وهي تتمثل في كتاب الطاعون لأبيرت كامو الذي يبلغ سعره 30 درهما. وتقول إحدى التلميذات "أحب القراءة ما عدا إذا كان لدي أشغال أخرى، وأنا أحضر الآن للبكالوريا، لكن عندما يكون كتاب ما مهم فأنا أقرؤه".

والكتب المعروضة في محل إبراهيم تشمل كتبا فرنسية ومغربية، سارتر وبالزاك ومحمد شكري وقواميس، لكن أيضا روايات ألمانية وفرنسية وكتب أطفال ناهيك عن كتب التاريخ والدين مثل نسخ القرآن.

ومن الخارج قلما يمكن التعرف على محل إبراهيم كمكتبة حيث تتراكم الكتب وربما يسعى إبراهيم لتغيير هذا الوضع؛ "الناس يعرفون أنني موجود هنا منذ 30 سنة، وربما أغير شيئا ما، لكن لا أعرف ما الذي سأفعله بكل هذه الكتب".

ولا يقلق إبراهيم من مواجهة منافسة محتملة من الإنترنيت أو  الكتب الالكترونية وهو مقتنع بأنه سيوجد دوما أشخاصا يفضلون قراءة الكتب الورقية مباشرة عوض تصفحها على الحاسوب، وهو يحب القراءة قبل النوم أو على الكرسي أمام محله. وإلى حد الآن بإمكانه ضمان قوته اليومي من هذه الحرفة، يقول " نعم لدي عائلة من 3 أطفال والوضع جيد لحسن الحظ، نحن لا نقفز بعيدا، لكننا نعيش مثل الآخرين". وفي الختام يكشف إبراهيم النقاب عن غرفة ثانية مليئة هي الأخرى بالكتب لا يُعرف عددها.

أنه باير ((ARD الرباط)/م.م/ع.ج.م