الكرملين يتوعد ب"إجراءات مضادة" بعد انضمام فنلندا إلى الناتو
٤ أبريل ٢٠٢٣توعد الكرملين الثلاثاء (الرابع من نيسان/أبريل 2023) باتخاذ "اجراءات مضادة" بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي واصفاً توسيع الحلف بأنه "مساس بأمن" روسيا. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "هذا تصعيد جديد للوضع. توسيع حلف شمال الأطلسي يشكل مساساً بأمننا وبمصالحنا الوطنية". وأضاف "هذا يضطرنا إلى اتخاذ اجراءات مضادة. سنتابع من كثب ما يحصل في فنلندا (...) كيف يشكل هذا الأمر تهديداً لنا. سيتم اتخاذ اجراءات على صلة بذلك. سيعرض جيشنا (تطورات) الوضع في الوقت المناسب".
وتابع بيسكوف "لم تصبح فنلندا يوماً مناهضة لروسيا وليس هناك أي خلاف" معها، موضحاً أن انضمامها إلى الحلف "لا يمكن سوى أن يؤثر في طبيعة علاقاتنا" لأن الحلف "هو منظمة غير صديقة، بل معادية لروسيا على أكثر من صعيد".
بعد اعتمادها سياسة عدم الانحياز العسكري مدة ثلاثة عقود، انضمت فنلندا الثلاثاء إلى حلف شمال الأطلسي في تحول استراتيجي كان سببه الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويتيح انضمام فنلندا أن يضاعف الحلف طول حدوده التي يتشاركها أعضاء فيه مع روسيا، الأمر الذي يثير استياء موسكو. وترى روسيا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة هو أحد أبرز التهديدات لأمنها. وكانت رغبة كييف في الانضمام إلى الحلف أحد الاسباب التي أشارت اليها موسكو لتبرير هجومها العسكري على أوكرانيا.
ماهي الإجراءات الروسية المضادة؟
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن "الإجراءات المضادة" التي ستقوم بها موسكو "ستعتمد بشكل خاص على نشر أسلحة الناتو من عدمه ونوعيتها على الأراضي الفنلندية". وأضافت الوزارة في بيان أن "الاجراءات الملموسة المتعلقة بالدفاع عن الحدود الشمالية الغربية لروسيا تعتمد على الشروط الملموسة لانضمام (فنلندا) لحلف الاطلسي، خصوصاً نشر البنى التحتية العسكرية للناتو على أراضيها ومنظومات الأسلحة القادرة على شن غارات".
واعتبرت الخارجية الروسية أنه بانضمامها إلى الناتو، فإن فنلندا تخلت عن "هويتها" و"أي استقلالية". وبحسب الخارجية فإن "فنلندا أصبحت واحدة من الدول الصغيرة الأعضاء في الحلف، التي لا تقرر شيئاً، وتخسر صوتها في الشؤون الدولية".
ترحيب وإشادة
وانضمت فنلندا الثلاثاء إلى حلف شمال الأطلسي لتصبح العضو الـ31 في هذه المنظومة بعد سياسة عدم انحياز عسكري اعتمدتها على مدى ثلاثة عقود، ما يشكّل نقطة تحوّل استراتيجية للحلف أثارت غضب روسيا. وتنطبق الآن على فنلندا المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو، وهي ضمان قوي للأمن الجماعي. وتنص المادة على أن أي هجوم، أو عدوان مسلح على أي عضو في التحالف العسكري، هو عدوان على جميع الأعضاء.
وأصبحت فنلندا عضواً رسميا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وذلك بعد أن أودع وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو لتوه أوراق الانضمام لدى الولايات المتحدة.
وأشاد الرئيس الفنلندي الثلاثاء بـ"حقبة جديدة" مع انضمام بلاده المحاذية لروسيا إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد عقود من سياسة عدم الانحياز. وقال الرئيس ساولي نينيستو قبل أن يرفع العلم الفنلندي رمزياً أمام مقرّ الحلف في بروكسل إنّ "حقبة عدم الانحياز العسكري في تاريخنا انتهت. لقد بدأت حقبة جديدة".
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستوتلنبرغ إن هذا :"ليوم تاريخي".
ومن جانبه، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء "فخره" باستقبال فنلندا داخل الحلف. وقال بايدن في بيان "حين شنّ (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين حربه العدوانية الوحشية على الشعب الأوكراني، اعتقد أنّه سيتمكّن من إحداث انقسام في أوروبا وحلف شمال الاطلسي. كان مخطئاً. اليوم، نحن موحّدون أكثر من أيّ وقت مضى"، مشدّداً على أنّه سيكون "مسروراً" أيضاً باستقبال السويد في الحلف "في أسرع وقت".
خ.س/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)