الكشف عن بروتين مضاد لالتهاب المفاصل
١٩ مارس ٢٠١٤يعود السبب في التهاب المفاصل الرثياني أو الروماتيدي و ما يرتبط به من آلام في المفاصل وانتفاخ معيق لحركة الأيدي والأرجل الى حدوث دمار في النسيج الضام لنظام المناعة لدى المريض. في ألمانيا يعاني 800 ألف شخص من مثل تلك الأمراض، أي بنسبة واحد بالمائة من مجموع سكان البلد. ومن خلال هذا الاكتشاف لمعهد أبحاث المناعة الحيوية والمسح الوراثي للجينات التابع لمعهد مركز ماكس بلانك في مدينة فرايبورغ فقد يصبح من الممكن فهم التعامل مع أمراض المناعة بشكل أفضل.
خلايا بمواهب متعددة
توصل الباحثون بقيادة الخبير في علوم الأحياء الجزيئية، ميشائيل ريث، إلى أن الخلايا البائية تستجيب بسرعة أكبر للإشعارات المؤدية لمثل تلك الأمراض بسبب النقص الحاصل في البروتيين المكتشف وذلك من خلال إعادة نشر البروتيين المفقود المعروف ب PTP1B. فإذا ضعف مستوى هذه البروتينات أو نقص عددها عن الوضع الطبيعي، فقد يؤثر ذلك على النظام المناعي الذاتي بعد قيامه بإصابة الأنسجة الضامة. ويضيف ريث في حوار مع DW: " ما يثير الإستغراب هو أن الخلايا الليمفاوية Bتفاعلت في تلك العملية. سابقا اعتقد العلماء أنها تنتج الأجسام المضادة حال تفعيلها. أما اليوم، فنجد أن لها دورا تنظيميا أكبر في نظام المناعة على ما يبدو".
بروتين تيروزين الفوسفات الأول PTP1B)) يلعب دور حارس الخلايا. فهو يمنع انتشار الإشارات السامة. وفي حال اكتمال قوته فإنه يعفي الجسم من مواجهة أنسجته كما يحدث في أمراض التهاب المفاصل.
العلاج بهذا الإكتشاف لازال بعيدا
وفقاً لميشائل ويث فإن اكتشاف آلية تأثير البروتين في هذا الصدد يشكل نجاحاً هاماً ، غير أن ذلك لا يعني بشكل مباشر احتمال معالجة أمراض التهاب المفاصل. وقبل ذلك يجب على الباحثين القيام بداية بعملية تنشيط بروتين تيروزين الفوسفات PTP1B بشكل اصطناعي، غير أن طريقة التوصل إلى ذلك لم تكتشف بعد. ورغم تمكن قطاع الصيدلة من تطوير العديد من المثبطات أو المواد المانعة، فإن إنعاش تلك البروتينات بجسم المريض أمر بعيد المنال كما يؤكد الباحث في الأحياء الجزيئية. ويضيف ريث:" ليس هناك من إمكانية لتحقيق ذلك، فمنع عناصر التأثيريشكل إحدى المهمات اليومية للباحثين، في حين تكون عملية القيام بتعزيز أحد البروتينات مهمة في غاية الصعوبة".
فئران تجريبية معينة
يصعب على الباحثين دراسة كافة البروتينات الكثيرة جداً لمعرفة مدى قدرة كل واحد منها على تثبيط المواد الكيميائية الناقلة. كما إن اكتشاف ريث و فريقه لبروتين PTP1B تم بمحض الصدفة: فهم توصلواإلى الخصائص الإيجابية له عبر استخدامهم لنوع معين من الفئران التجريبية، تم تطويرها من طرف مجموعة مختبرية أخرى وتم تعديل جيناتها بشكل سمح للعلماء بالتخلص من بروتين تيروزين الفوسفات PTPB1 ودراسة تبعات ذلك. ويستدرك ريث قائلاً:" حينها قلنا " فلنجرب ذلك"، ما توفر لدينا بداية هي المواد والنموذج الجيني لاغير. وقد شكلا نقطة الانطلاق في المشروع".