الكنيسة تنخرط في قضية حماية المناخ ومنظمات البيئة تطالبها بما هو أكثر من المواعظ
٨ يناير ٢٠٠٨استشعارا منهم بالمخاطر التي تهدد كوكب الأرض والمسؤولية الملقاة على عاتق كل المؤسسات والأفراد بما في ذلك المؤسسات الدينية التي تلعب دوار توعويا مهما، استغل الكثير من رجال الدين وقساوسة الكنائس المسيحية، الكاثوليكية منها والبروتستانتية على حد سوا مناسبة حلول العام الجديد ليسلطوا الضوء على قضية التغيرات المناخية التي تهدد كوكب الأرض.
ولم يتوقف الأمر على القساوسة فحسب، بل تعداه ليكون في صلب اهتمام الحبر الأعظم بنيديكت السادس عشر، الذي دعا إلى العمل المشترك من أجل حماية كوكبنا الأزرق. أن الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية تؤكدان منذ سنوات على أهمية الاهتمام بقضايا البيئة من أجل ضمان الظروف الملائمة لحياة الأجيال القادمة.
موقف لا يتجاوز المواعظ
وبالرغم من كل هذه المناشدات والدعوات الصادرة عن المؤسسة الكنسية، فإن بعض المنظمات المعنية بحماية البيئة ترى أن الكنيسة لا تبذل جهودا كافية في هذا المجال. ويقول فيلي يونكمان من مجموعة العمل الاتحادية بهذا الصدد إن هناك الكثير من الأمور الصغيرة التي ينبغي القيام بها للوصول إلى موقف أكثر فاعلية من حماية البيئة.
ويضرب يونكمان مثلا عن ذلك باستبدال الأطباق البلاستيكية بأخرى خزفية في المناسبات التي تقيمها الكنيسة. فيونكمان يرى أن الأمور الصغيرة في القضايا المتعلقة بحماية البيئة تشكل أساسا مهما لكل سياسة ناجعة في الحد من الأخطار على البيئة.
وهو الرأي نفسه الذي يعبر عنه هوبرت فاينتسير رئيس مؤسسة الحفاظ على البيئة الألمانية، والذي يضم كل المؤسسات البيئية الأخرى، حيت يعتقد أن الكنائس كان بإمكانها القيام بأكثر من ذلك، فهي بدأت في وقت مبكر بالدفاع عن حماية البيئة ولكنها "لم تتجاوز المواعظ والتصريحات".
ويتابع المسؤول الألماني قائلا بأنه كان يتوجب المؤسسة الكنسية الانخراط أكثر في السياسة البيئية، محذرا في الوقت نفسه "بأننا وصلنا في هذه اللحظة إلى مرحلة أصبحت فيها قضية حماية البيئة قضية أخلاقية"، إذ يتوجب في رأيه مناقشة مثلا ما إذا كان أخلاقيا أن يستهلك عشرون في المائة من سكان العالم ثمانين في المائة من الموارد الطبيعية" ويتابع قائلا "إنه سؤال مطروح على الشمال، وعلينا أن نفكر في العالم كأسرة لنا وهنا يتوجب على الكنائس أن تقوم بدور ما".
بوادر التزام أكبر
أما منظمة "أتاك" المناهضة للعولمة فإنها رغم إعترافها بمساهمة الكنائس في الدفاع عن حماية البيئة، لكن عضو مكتب المنظمة سفين غيغولد يرى بأن ذلك ليس بالأمر الكافي. ورغم انه يؤكد بأن الكنيسة البروتستانتية بدأت تهتم مؤخرا وبشكل فعال بقضايا حماية البيئة ولا تتوقف فقط عند حدود إلقاء المواعظ، لكنه يعتقد بأن "النقطة المركزية تتمثل في أن الكنيسة لا يمكنها أن تتحلى بالحياد اتجاه هذه القضية".
ويتمنى غيغولد من الكنيسة "أن تتكلم بصوت مرتفع وبشكل واضح عن الخير والشر في هذه القضية"، وهو ما يعني في رأيه تغيير واضح لطريقة الحياة، وخفض للانبعاثات الغازية ونظام اقتصادي مختلف حتى نعطي الفرصة لآخرين على وجه الأرض في الاستفادة من مواردها، حسب تعبير غيغولد.