المجندة الامريكية ليندي انجلاند أمام المحكمة في قضية سجن ابو غريب
من المنتظر أن يصدر هذا الاسبوع الحكم على المجندة الامريكية من قوات الاحتياط ليندي انجلاند في قضية فضائح سجن أبو غريب. وكانت المجندة قد أقرت بانها مذنبة فيما يتعلق بمعظم التهم الموجهة اليها. وقال جوناثان كريسب محامي انجلاند لرويترز انه نظرا للادلة التي وفرتها الصور التي التقطت لها ستقر موكلته اليوم الاثنين امام محكمة عسكرية في فورت هود بتكساس بانها مذنبة في سبع من بين تسع تهم موجهة اليها. وأصبحت انجلاند /22 عاما/ رمزا لفضيحة انتهاكات حقوق السجناء العراقيين في سجن ابو غريب على مشارف العاصمة العراقية بغداد بعد نشر صورها مع السجناء العراقيين العرايا على نطاق واسع في قضية أحرجت الجيش الامريكي وقوبلت بادانة دولية على نطاق واسع. ونشرت صور لانجلاند وهي تجر سجينا عراقيا عاريا من رقبته ووهي تدخن سيجارة وتبتسم وتشير الى المعتقلين العراقيين العرايا وتقف الى جوار مجموعة من المعتقلين العراقيين العرايا كدسوا فوق بعضهم البعض لالتقاط الصور التذكارية لها.
هل ما خفي أعظم؟
أدخلت فضيحة سجن أبو غريب الإدارة الأمريكية في حرج كبير، حتى أن بعض المحللين رأى آنذاك أن الفضيحة قد تطال وزير الدفاع نفسه وكبار ضباطه. الا أن وزارة الدفاع الأمريكية /البنتاجون/ برأت أربعة من كبار القادة في سجن ابو غريب ولم تتهم سوى قائدة واحدة بارتكاب مخالفات رغم مخاوف من أن مطالبة المستويات العليا بانتزاع معلومات من المحتجزين وفرت مناخا يمكن ان تقع فيه الانتهاكات. ونحى الجيش الامريكي البريجادير جنرال جانيس كاربينسكي عن القيادة ووجه لها توبيخا مكتوبا. وقد حاولت الادارة الامريكية دوما تصوير الامر على أنه عمل فردي يتنافى مع القيم والمثل التي يدافع عنها هذا الجيش، مؤكدة في الوقت نفسه أن التجاوزات سيتم الكشف عنها ومحاسبة مرتكبيها. الا أن هذا التأكيد لا يلقى صدقية من معظم الاوساط الدولية، سيما بعد ظهور أدلة تثبت أن وزارة الدفاع كانت تعلم بالانتهاكات والتجاوزات وانها لم تقم بالكشف عنها الا بعد أن وصلت الصور القذرة الى الصحافة، مما أضطرها الى الاعتراف ببعض التجاوزات.
انقاذ سمعة الجيش الامريكي
يعتبر الكثيرون أن انجلاند ما هي الا كبش فداء لضباط كبار في البنتاجون، وهذا بالطبع لا ينفي دورها القذر في انتهاك حقوق الانسان مهما ارتكب هذا الانسان من مخالفات. ومن الممكن ان يحكم عليها بالسجن 11 عاما، لكن محاميها أعرب عن أمله في حصول موكلته على حكم أخف بعد ان تستمع المحكمة الى أدلة لمعاناتها من قصور عقلي. وقال كريسب //العدالة تستند الى أدلة قدمت حتى الان. الحكومة اصبحت بالقطع أكثر تعاطفا مؤخرا مما كانت عليه في البداية. أعتقد أنهم أدركوا أن دورها النهائي في هذا ليس كما كان يظن في باديء الامر.//