Frauen erobern die Tribünen
٦ فبراير ٢٠٠٩"إن حب كرة القدم هاجمني كما يهاجم المرض الجسم، إذ أصبحت مصابة بهذا المرض". بهذه الكلمات فسرت بيرغيت حمى كرة القدم التي اعترتها منذ بضع سنوات، حين اصطحبها زوجها معه لحضور مباراة كرة قدم في الملعب. مذ ذلك الحين وهي لا تتغيب عن المباريات التي يلعبها فريقها المفضل على أرضه. تماماً كما هو الحال في هذه المباراة ضد نادي "1860 ميونيخ".
حماس منقطع النظير
التف أفراد الأسرة حول بيرغيت، غالبيتهم من النسوة اللاتي تجمعن في مكانهن المفضل مدرجات الملعب، إذ تصل بيرغيت وثلة من الأصدقاء إلى الملعب قبل ساعتين من صافرة البداية ليحجزوا زاويتهم المفضلة تلك. لاشيء هنا يكدر صفو بيرغيت وأصدقائها، فالأجواء حميمة بفضل البيرة والنبيذ الدافئ. وتبدأ تلك الأجواء ذروة جمالها عندما يسجل فريقهم هدفاً في مرمى الفريق المنافس، فيرتمي الجميع في أحضان بعضهم أو بعضهن ويعلو الهتاف.
"النساء يعكرن الجو"
بالقرب من المدرج الذي تشغله بيرغيت ومجموعتها تقف مجموعة من الرجال بمزاج طيب وقد راح أفراد تلك المجموعة بالتعقيب بصوت مرتفع على اللاعبين وأدائهم. ويبدو أن الرجال تعمدوا أن يأتوا إلى الملعب دون صحبة الجنس اللطيف، "فالنساء يعكرن الجو"، كما يقول أحدهم. ويبدو أن هذا النوع من الرجال تعرفه المؤلفة نيكول زيملر حق المعرفة، فقد اشتركت في إصدار كتاب "الجنس وكرة القدم". وهي تقول: "شاهدت عدة مرات أن الرجال يشعرون وكأن النساء يراقبونهم، وهم يظنون أن ذلك يؤثر على تصرفهم، فلا يتصرفون بحرية كما يجب، كما أن عليهم مراعاة ما يتفوهون به."
إلى أين تتجه أنظار المشجعات؟
ومن ناحية أخرى، تضيف زيملر، فإن بعض الرجال لا يتوقع أن تكون النساء ملمات بقواعد اللعبة . في هذا الصدد تقول زيملر يمكن للمرء أن يعرف بوضوح أن النساء في الملعب لا يعرفن قوانين اللعب، قد يكون ذلك صحيحاً فالمشجعات يأتين إلى الملعب في الواقع لرؤية سيقان اللاعبين ويتحدثن عن تصميم قمصانهم، بدلاً من الحديث عن مجريات اللعب. لكن هذه النظرة التقليدية للمرأة بدأت تتغير.
إضافة إلى ذلك ترى زيملر أن البعض يعتبر -دون وجه حق- أن متابعة النساء لكرة القدم يندرج تحت تحويل تلك اللعبة إلى سلعة، إذ لم تهتم النساء بكرة القدم قبل بطولة كأس العالم 2006. لكن كان عدد المشجعات قبل ذلك الحدث الكروي في ازدياد دائم.