المرصد: تظاهرات مناوئة للنظام في جنوب سوريا لليوم الرابع
١٠ يونيو ٢٠٢٠تشهد مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية منذ الأحد تظاهرات لليوم الرابع مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية تزامنت مع انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية بين يومي السبت والإثنين من 2300 ليرة ليتخطى عتبة ثلاثة آلاف، ما أدى الى ارتفاع قياسي في أسعار السلع والمواد الغذائية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة وشبكة أنباء محلية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "بدأت التظاهرات بشعارات مطالبة بتحسين الوضع المعيشي قبل أن تتحول إلى احتجاجات سياسية".
وتظاهر عشرات اليوم الأربعاء (العاشر من يونيو/ حزيران 2020) ولليوم الرابع على التوالي أمام مبنى المحافظة قبل أن يجوبوا شوارع المدينة. والحكومة السورية موجودة في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية والمراكز الأمنية، فيما ينتشر الجيش في محيط المحافظة. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها شبكة السويداء 24 المحلية للأنباء يوم أمس الثلاثاء عشرات المتظاهرين يجوبون شوارع المدينة ويهتفون مطالبين بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين. ورددوا شعارات عدة بينها "الشعب يريد إسقاط النظام".
وبثت الشبكة ذاتها الاحد مقطعاً مصوراً أظهر عشرات الشبان يهتفون "ثورة، حرية، عدالة اجتماعية"، و"سوريا بدها حرية"، في تذكير بشعارات رفعها السوريون خلال احتجاجات العام 2011 والتي انطلقت من محافظة درعا المجاورة قبل أن تتحول إلى نزاع دموي تسبب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص.
وطوال سنوات النزاع، تمكن دروز سوريا، الذين يشكلون ثلاثة في المئة من السكان، إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.
وبقيت محافظة السويداء بمنأى نسبياً من الحرب باستثناء هجمات محدودة بين 2013 و2015 شنتها فصائل معارضة بعضها إسلامية متطرفة وتصدت لها مجموعات محلية، إضافة الى هجوم واسع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2018 تسبّب بمقتل أكثر من 280 شخصاً.
من جهة أخرى، اعتقلت القوات الأمنية في مدينة السويداء الثلاثاء أحد الاشخاص الذين شاركوا في المظاهرات التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية. وقالت مصادر محلية في المدينة لوكالة الأنباء الألمانية إن "قوات الأمن السورية اعتقلت الناشط المدني رائد عبدي الخطيب من مكتبه في المدينة ظهر الثلاثاء"، مؤكدة أن القوات: "لم تعتقل أحدا من المشاركين في المظاهرات، وأنه ربما يكون اعتقال الخطيب ليس على خلفية المظاهرات وربما يكون هناك أسباب أخرى ".
وقد تزايدت أعداد المشاركين في المظاهرات التي استمرت لليوم الرابع على التوالي للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي وإسقاط النظام وترديد الهتافات ضد روسيا إيران.
م.م/ أ.ح (د ب أ)