"المسجد يساعد على تحقيق اندماج المسلمين في المجتمع الألماني"
١٨ مارس ٢٠٠٧أقيمت يوم الاثنين الماضي (12 مارس/آذار) في مدينة كولونيا الألمانية فعالية حول اندماج المسلمين في المجتمع الألماني ودور المساجد والمراكز الإسلامية في تحقيق هذا الهدف. وتهدف هذه الخطوة إلى تشجيع مد جسور التواصل بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الألماني والعمل على القضاء على الأحكام المسبقة، كما يقول منظموها. وأقيمت الفعالية من قبل "مجلس الثقافات المتعددة" Interkulturelle Rat المكون من ممثلين عن منظمات إسلامية ومن الطوائف الدينية الأخرى المتواجدة في المانيا، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات اجتماعية وحكومية أخرى. وكان المسجد محور هذه الفعالية "كمكان للتعبد والاندماج". وفي هذا السياق أكد بكير البوجا من اتحاد المسلمين الأتراك على أهمية تكثيف التعاون مع دور العبادة الإسلامية في سبيل تحقيق اندماج المسلمين في المجتمع. الجدير بالذكر انه يوجد قرابة 2500 مسجد ومركز إسلامي في المانيا.
"الحريات الدينية مكفولة للجميع في المانيا "
وبهذه المناسبة تحدث المسؤولون المختصون عن الفعالية بشفافية كاملة عن الظروف التي تعترض عملية اندماج المسلمين في المانيا. في هذا السياق أشار رئيس المجلس المركزي لمسلمي المانيا ايوب اكسل كولر إلى وجود بعض المعوقات البيروقراطية التي تعترض الجالية الإسلامية عند بناء المساجد، مشيرا أيضا إلى اعتراض بعض الأهالي أحيانا على عملية البناء، ولكن ما ان يقام المسجد فانه ليس هناك مشكلة تذكر، حسب تعبيره. وفي معرض رده على المبررات التي يسوقها البعض من أن بعض البلدان الإسلامية لا تسمح بإقامة دور عبادة لغير المسلمين فيها، قال كولر بأن هذه المقارنة ليست في محلها. وأضاف "نحن هنا في المانيا نتمتع بالحرية الدينية ولسنا تابعين لأي من الدول الأخرى التي تسود فيها قوانين مختلفة عن القوانين الألمانية". لكن هناك من لا يتفق مع رئيس المجلس المركزي لمسلمي المانيا في هذا الرأي. في هذا السياق يشير يورجن ميكش رئيس "مجلس الثقافات المتعددة" إلى ضرورة ان يتمتع أتباع الأديان الأخرى بالحريات الدينية لممارسة شعائرهم أينما وجدوا. وأكد ميكش كذلك ان الحديث عن الحرية الدينية في المانيا ينبغي ان يرتبط من جانب آخر بالحديث عن الحريات الدينية في الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية، التي لا تسمح ببناء الكنائس على أراضيها وهو ما يعد في نظره "غير مقبولا".
لكن كل من رئيس المجلس الأعلى لمسلمي المانيا ورئيس مجلس الثقافات المتعددة اتفقا على ضرورة تبديد المخاوف من المساجد وكذلك على عدم تعميم أية إشكالية حدثت هنا أو هناك من قبل جماعة معينة في مسجد ما. ولا يرى ميكش أي معنى للدعوات التي تقول بضرورة إقامة الشعائر والخطب الدينية في المساجد باللغة الألمانية، مبررا ذلك بأنه حتى الطوائف والجاليات المسيحية المقيمة في المانيا تحيي مناسباتها الدينية بلغاتها الأم، لكن عدم الإلمام الكافي باللغة الألمانية من جانب معظم الأئمة يفسح المجال كذلك أمام تفسيرات مختلفة، بحسب تحليل ميكش.
يوم المسجد المفتوح لتبديد المخاوف
ويؤكد البعض على انه حتى لو وجد هناك بعض المساجد أو المراكز الإسلامية المنغلقة على نفسها فعلى المنظمات الإسلامية محاولة تشجيعها على الانفتاح على البيئة المحيطة بها. لذلك فإن فكرة ما يعرف بـ "يوم المسجد الفتوح" يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام هو بالدرجة الأولى يهدف بالدرجة الأساس إلى بناء جسور التواصل بين المسجد والمجتمع المحيط وخلق نوع من الانفتاح بين المسلمين وغيرهم، حيث يتسنى لجميع الناس الدخول إلى المساجد والتحدث مع القائمين عليها.
ويؤكد المعنيون أن التعاون والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة يسود في الواقع العملي أكثر مما يقدم في وسائل الإعلام. في هذا السياق ذكر البوجا عدة أمثلة على ذلك: " نعمل منذ ثلاث سنوات تقريبا في عدة مدن ألمانية بالتعاون الوثيق بين المساجد والمعابد اليهودية والكنائس. هناك مثلا تبادل الزيارات واللقاءات والمحادثات، إضافة إلى إقامة الصلوات المشتركة من اجل السلام".