المعارضة السورية تتفق على الإطاحة بالأسد وتختلف حول قضايا رئيسية
٤ يوليو ٢٠١٢اتفق المعارضون السوريون المجتمعون في العاصمة المصرية القاهرة مساء أمس الثلاثاء (03 يوليو/تموز) على هدف إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الجيش السوري الحر. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن مؤتمر المعارضة السورية أصدر في ختام أعماله ليل الثلاثاء الأربعاء "وثيقة توافقية تحدد الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية إزاء تحديات المرحلة الانتقالية ووثيقة العهد الوطني التي تضع الأسس الدستورية لسوريا المستقبل وهي العدالة والديمقراطية والتعددية".
وقال البيان، الذي أصدرته جماعات المعارضة في ختام الاجتماع، والذي قرأه الزعيم السوري المعارض كمال اللبواني: "أجمع المؤتمرون على أن الحل السياسي في سوريا يبدأ بإسقاط النظام ممثلا في بشار الأسد ورموز السلطة وضمان محاسبة المتورطين منهم في قتل السوريين."وأضاف البيان الذي يتكون من صفحة واحدة: "طالب المؤتمر بالوقف الفوري لأعمال القتل التي يرتكبها النظام السوري وكذلك الانتهاكات وسحب الجيش وفك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين فورا"، مؤكدا على "دعم الجيش السوري الحر" ودعوة "جميع مكونات الشعب السوري للعمل على حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية."
ووصف المشاركون في المؤتمر في البيان الختامي الآليات الخاصة بالعملية الانتقالية لما بعد الأسد، بحسب ما ذكره رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا. وقال إن "المشاركين وافقوا على الدعم الكامل للجيش السوري الحر الذي يتألف بشكل رئيسي من المنشقين عن الجيش النظامي والذين يحمون المدنيين ويحظون بدعم كبير في المناطق المضطربة". وقلّل سيدا من أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية بينما لا يزال الأسد في السلطة.
اندلاع مشاجرات في اليوم الثاني للمؤتمر
لكن المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية، الذي انعقد ليومين في القاهرة، ظلوا مختلفين حول قضايا رئيسية، من بينها التدخل العسكري الخارجي ومستقبل دور الدين في شئون البلاد. وقال مصدر مشارك في المؤتمر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "خلافات عميقة سيطرت على أعمال المؤتمر" أمس الثلاثاء.
وكانت قناة "العربية" ذكرت أن المشاركين تبادلوا اللكمات في ختام الجلسة الختامية. ووفقا للمصدر نفسه فقد تحول اجتماع المعارضة السورية المتشرذمة إلى مشاجرات بالأيدي وانسحاب جماعة كردية مثيرة فوضى وصرخات بعض المندوبين. ونقلت وكالة فرنس برس عن عبد العزيز عثمان من المجلس الوطني الكردي في سوريا قوله إن "الأكراد انسحبوا لأن المؤتمر رفض بندا يدعو للاعتراف بالشعب الكردي". وأضاف أن "هذا الأمر ظالم وأنهم لن يقبلوا التهميش بعد الآن".
ومع مرور 16 شهرا على الانتفاضة ضد الأسد فإن الفشل في حشد جماعات المعارضة السورية، بما بينها من اختلافات مذهبية وعرقية خلف قيادة موحدة، سيجعل من الحصول على اعتراف دولي أمرا أكثر صعوبة. وأشار المعارض السوري مالح إلى أن نقاط الاختلاف كانت بشأن السلطات التي تمنح للجنة التي ستعمل كواجهة للمعارضة. وقال المالح لرويترز: "المجلس الوطني السوري (أهم جماعات المعارضة السورية) رفض أن تعمل هذه اللجنة كقائد وهو ما يظهر اهتمامه بأن يبقى الزعيم الوحيد للمعارضة."
يذكر أن الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت الثلاثاء انسحابها من المؤتمر الذي يجمع 250 شخصية تمثل مختلف الاتجاهات. وبررت الهيئة قرارها بالقول "التصعيد الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائر" و"في ظل عجز دولي عبر عنه مؤتمر جنيف الأخير" يصبح "الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا العجز".
ولم يتطرق المؤتمرون إلى الاتفاق الذي توصلت إليه السبت في جنيف مجموعة العمل حول سوريا بشأن المرحلة الانتقالية والذي نص على تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين للمعارضة والنظام.
يأتي هذا فيما قال نشطاء داخل سوريا إن حصيلة قتلى أمس الثلاثاء بلغت 80 قتيلا معظمهم من محافظة حمص بوسط البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ اندلاع الانتفاضة السورية بلغت 16507 شخصا.
(س.ك/أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)
مراجعة: شمس العياري