المعارضة السورية تناقش في إسطنبول موقفها بشأن "جنيف 2"
٩ نوفمبر ٢٠١٣تعقد الهيئة العامة لـ"الائتلاف الوطني" السوري المعارض، أكبر تجمعات المعارضة السياسية السورية، اجتماعاً السبت (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) في مدينة إسطنبول التركية لمناقشة عدد من القضايا، في مقدمتها المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" الخاص بالأزمة السورية ومشاركة إيران بالمؤتمر، ودعوة موسكو لعقد لقاء بين ممثلين عن الائتلاف وممثلين عن الحكومة السورية بخصوص إيصال مساعدات إنسانية.
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن الولايات المتحدة سعت الجمعة إلى الموافقة على حضور محادثات سلام دولية في جنيف بالتزامن من اجتماع للمعارضة لاتخاذ قرار بشأن المشاركة. وقال أعضاء في الائتلاف الوطني السوري إن المبعوث الأمريكي روبرت فورد اجتمع مع زعماء كبار في الائتلاف بإسطنبول الجمعة للضغط عليهم من أجل الموافقة على المشاركة في المحادثات، التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف من خلال تشكيل مجلس حكم انتقالي.
لكن أعضاء المعارضة أشاروا إلى وجود تحفظات قوية داخل الائتلاف على تقديم تعهدات شاملة وإلى أن التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية - الداعمين الرئيسيين للائتلاف - يزيد الغموض. وعبرت الرياض عن استيائها من السياسة الأمريكية تجاه سوريا في أعقاب اتفاق بين موسكو وواشنطن لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية جنّب الرئيس بشار الأسد هجوماً عسكرياً غربياً.
كما كان رئيس الائتلاف أحمد الجربا قد أعلن شروطاً صارمة للمشاركة في مؤتمر جنيف، كأن يفضي هذا الاجتماع إلى رحيل الرئيس الأسد ووقف لإطلاق النار طوال فترة المفاوضات. لكن دمشق رفضت هذا السيناريو بشكل قاطع، إذ أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أنه "لن نذهب إلى جنيف لتسليم السلطة".
غموض في الموقف الدولي
ولا يتمتع الائتلاف بسيطرة كاملة على الألوية العسكرية التي تحارب الأسد. وسيتم في الاجتماع، الذي سيحضره 108 أعضاء من الائتلاف والذي سيستمر يومين على الأقل، التصويت على قبول انضمام 11 عضواً كردياً جديداً يعتبرون من المؤيدين لمؤتمر جنيف.
وقال مصدر في الائتلاف: "سيعطي الائتلاف على الأرجح موافقة ضمنية فقط على الذهاب. لدينا شعور بأنه يجري استخدامنا ككبش فداء في حين أن القوى الكبرى نفسها غير متفقة. كيف يتوقع منا أن نذهب إلى محادثات لا نعرف ما هو جدول أعمالها؟"
وأضاف مصدر آخر أن السفير "فورد يبذل جهوداً مضنية. لكن الأمور في حالة صعبة. السعودية غاضبة ولا أحد يعرف حقيقة في أي اتجاه سيمضي الائتلاف". ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين أمريكيين للتعليق على اجتماع السفير وزعماء المعارضة أمس الجمعة، الذي لم يعلن رسمياً.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أشار الخميس إلى أنه واثق من إمكانية تحديد موعد خلال أيام لعقد محادثات السلام الدولية التي تأخرت كثيراً. وكان مسؤولون في الشرق الأوسط قد أوضحوا أن من المقرر أن يعقد مؤتمر جنيف في الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، رغم أن هذا التاريخ لم تؤكده واشنطن أو موسكو أو الأمم المتحدة. وأضاف كيري أن التأخير في تحديد الموعد سيسمح للائتلاف الوطني السوري بأن يجتمع غداً ويتفق على موقفه من المفاوضات.
وحتى لو وافق الائتلاف على المشاركة، فإن عليه تشكيل وفد شامل تريد واشنطن أن يضم بعض منافسي الائتلاف داخل المعارضة. وتقول مصادر في المعارضة إن قيادة الائتلاف وافقت على اقتراح لاتحاد الديمقراطيين السوريين لعقد لقاء يوم الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني لبحث الموقف من مؤتمر جنيف مع جماعات المعارضة الأخرى ومن بينها بعض الجماعات التي تسمح حكومة الأسد بوجودها.
وقالت بهية مارديني عضو الاتحاد: "لقد دعونا إلى مؤتمر تشاوري تحت مظلة الائتلاف. هناك ضرورة لمشاركة الداخل والمنظمات والحراك الشعبي والقوى الفاعلة والجيش الحر. يجب أخذ الشرعية من الداخل ثم الذهاب إلى جنيف".
ي ب/ ي.أ (ا ف ب، رويترز، د ب أ)