المعارضة الليبية تتقدم نحو طرابلس وألمانيا تقدم معدات عسكرية للناتو
٢٨ يونيو ٢٠١١أكد شهود عيان من العاصمة الليبية طرابلس اليوم الثلاثاء (28 حزيران/ يونيو 2011) أن الثوار يحققون تقدماً ملموساً نحو العاصمة، إلا أن هذا التقدم بطيء. وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف إن كتائب العقيد الليبي معمر القذافي أقامت الكثير من نقاط التفتيش، وكشفوا أيضا عن سماع دوي إطلاق نار من حين لآخر. أكد الشهود أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي ليس له تأثير على الشارع، إلا أنهم توقعوا أن يحفز ذلك المزيد من رجال القذافي على التخلي عنه.
وفي نفس السياق أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوج راسموسن أن اعتقال القذافي ونقله إلى لاهاي ليس جزءا من مهمة الحلف. وقال في حديث خاص لصحيفة "الحياة" اللندنية نشرته اليوم إن عمليات الحلف ستتواصل إلى حين تحقيق أهداف وقف اعتداء قوات القذافي على المدنيين وانسحابها إلى خارج المدن وتمكين هيئات الإغاثة من تقدم المساعدات الإنسانية. وشدد على أن وقف إطلاق النار لن يتم قبل تحقيق الأهداف المعلنة ويجب أن يكون الاتفاق قابلاً للتفتيش والمراجعة.
لكن من جانبه، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو للصحيفة اللندنية إنه لن يطلب من حلف الناتو تنفيذ مذكرات التوقيف. وأوضح أن الثوار الليبيين "وعدوا بأنهم هم من سيلقي القبض على القذافي". وشدد على أن الطريقة الأفضل "هي أن تلقي الحكومة الليبية القبض عليه وعلى إبنه سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي". وسئل كيف يمكن أن يحصل ذلك، فأجاب: "يمكن أن يحصل عندما ينقلب هؤلاء عليه (قادة نظامه) هذا هو الحل الأفضل". وسئل عن سبب اكتفائه بطلب مذكرات التوقيف في حق الثلاثة، فأجاب بأنه يعتقد بأنهم "الهرم الأساسي في النظام. القذافي أعطى الأوامر (بقمع المحتجين) وابنه سيف الذي كان يتصرف كرئيس وزراء أعطى أوامر أيضا، أما الذي نفذ فهو السنوسي". وأضاف أنه متأكد "أن هناك العديد من المجرمين (الآخرين)، لكن ليس عمل المحكمة الجنائية أن تجلب جميع هؤلاء ليحاكموا في لاهاي. هذا الأمر متروك لليبيين". وأقر بأنه قد يطلب، إذا ما توافرت لديه الأدلة، توقيف شخص أو شخصين أو ثلاثة على أكثر تقدير بتهمة التورط في جرائم ليبيا.
دعم ألماني بالسلاح
وعلى صعيد التطورات في ساحة القتال، قال موقع مجلة "دير شبيغل" الألمانية يوم أمس الاثنين إن ألمانيا ستزود حلف شمال الأطلسي بمكونات للقنابل ومعدات عسكرية أخرى لمساعدته في ليبيا، في تنازل للحلفاء بعد معارضة برلين للقيام بغارات جوية. ونقل الموقع الإخباري عن مصادر حكومية قولها إن وزير الدفاع توماس دي ميتسيريه اقر هذه الخطوة التي تعني استمرار ألمانيا في عدم المشاركة مباشرة في أي عمل عسكري. وذكر شبيغل أونلاين أن الإمدادات التي ستقدمها برلين غير واضحة لكنه قال إنها قد تتضمن صواريخ كاملة وأجهزة توجيه متقدمة. وأبلغ متحدث باسم وزارة الدفاع رويترز أن ألمانيا تسلمت طلب إمدادات من هيئة الصيانة والإمداد في حلف شمال الأطلسي لكنه امتنع عن الخوض في أي تفاصيل بشأن طبيعتها. وأضاف أن ألمانيا أشارت "إلى استعدادها العام لتقديم الدعم".
وخالفت ألمانيا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وانضمت إلى الصين وروسيا والهند والبرازيل في الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن على القرار الذي أجاز استخدام القوة لفرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا وحماية المدنيين. وفي وقت سابق هذا الشهر حذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس من أن الدول الأوروبية التي تتحمل الجانب الأكبر من عبء الهجمات الجوية على ليبيا باتت مجهدة وستجد صعوبة متزايدة في الاستمرار في المهمة التي يقودها حلف شمال الأطلسي ما لم يبذل حلفاء آخرون مزيدا من الجهد. وقال موقع شبيغل أونلاين إن برلين تأمل أن ينظر إلى تقديم الأسلحة على أنه بادرة تشير إلى رغبتها في وضع نهاية للعزلة التي أحاطت بها عقب قرارها الذي لاقى انتقادات داخلية شديدة أيضا.
(ع.خ/د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي