المغرب: مقتل 18 مهاجراً حاولوا العبور إلى مليلية الإسبانية
٢٥ يونيو ٢٠٢٢قال المغرب إن 18 مهاجراً لقوا حتفهم عندما اقتحم ما يصل إلى ألفي شخص السياج الحدودي بين المغرب ومدينة مليلية الإسبانية في محاولة لعبور الحدود إلى جيب مليلية الإسباني بشمال إفريقيا يوم الجمعة (24 يونيو/ حزيران 2022) بعد مناوشات عنيفة استمرت ساعتين بين مهاجرين وقوات حرس الحدود أدت أيضاً إلى إصابة العشرات.
واقتحم نحو ألفي مهاجر سياجاً عالياً يحيط بالجيب. وقالت السلطات المغربية والإسبانية إن هذا أدى إلى وقوع اشتباكات مع قوات الأمن حيث تمكن أكثر من 100 مهاجر من العبور من المغرب إلى مليلية.
اتهامات بممارسة العنف
وقدمت صحيفتا "البايس" و"لا فانجارديا" حصيلة جديدة للضحايا مساء الجمعة نقلاً عن معلومات من السلطات في مدينة ناظور المغربية، فيما قالت وزارة الداخلية المغربية في باديء الأمر إن خمسة مهاجرين لقوا حتفهم في الهجوم على الحدود، بعضهم بعد سقوطه من السياج المحيط بمليلية أو سحقاً، وإن 76 مهاجراً أصيبوا. وقالت في وقت لاحق إن 13 آخرين لقوا حتفهم.
وأضافت أن نحو 140 من أفراد قوات الأمن المغربية أصيبوا، منهم خمسة بإصابات خطيرة، لكن ذلك لم يسفر عن مقتل أحد من أفراد الأمن. واتهمت وزارة الداخلية بالمملكة المغربية المهاجرين باستخدام العنف.
وتمكن 133 مهاجراً من دخول الأراضى الإسبانية عبر الحدود وهي عبارة عن سياجين متوازيين بارتفاع ستة أمتار. وذكرت وكالة أنباء "يوروبا برس" الإسبانية نقلا عن الشرطة أن المهاجرين فتحوا بالقوة إحدى البوابات على الحدود.
"مافيا الاتجار بالبشر"
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأفراد قوات الأمن على جانبي الحدود لتصديهم "لهجوم عنيف منظم بشكل جيد" والذي أشار إلى أن "مافيا الاتجار بالبشر" هي التي نظمته.
وأكد سانشيز تحسن العلاقات بين مدريد والرباط. وكانت إسبانيا قد اعترفت في مارس/آذار بموقف المغرب تجاه الصحراء الغربية التي يقول المغرب إنها منطقة تابعة له ولكن تطالب فيها حركة استقلال مدعومة من الجزائر بإقامة دولة مستقلة. وقال: "أود أن أشكر التعاون الاستثنائي الذي نجريه مع المملكة المغربية والذي يظهر ضرورة أن تكون بيننا أفضل العلاقات".
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناظور إن التوغل جاء بعد يوم من اشتباك مهاجرين مع أفراد الأمن المغاربة في محاولة لإزالة المعسكرات التي أقاموها في غابة بالقرب من مليلية. وقال رئيس الجمعية عمر ناجي لرويترز إن الاشتباك جاء في إطار "حملة مكثفة" ضد المهاجرين منذ أن استأنفت القوات الإسبانية والمغربية الدوريات المشتركة وعززت الإجراءات الأمنية في المنطقة المحيطة بالجيب.
وكان هذا أول توغل منذ اتخاذ إسبانيا موقفها الأكثر تأييداً للرباط بشأن الصحراء الغربية. وخلال الأسابيع التي سبقت هذا التحول في 2022 تضاعف دخول المهاجرين إلى الجيبين بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية أصبحت مليلية وسبتة، الجيب الإسباني الثاني على الساحل الشمالي لأفريقيا، نقطة جذب للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا ومعظمهم من الدول الواقعة جنوب الصحراء.
ع.ح./ع.ج. (رويترز، د ب أ)