230709 Illegale Spanien Wanderarbeiter
٥ أغسطس ٢٠٠٩عبد الرحمان شاب مغربي يبلغ من العمر 35 عاما، قاده الحلم بمستقبل أفضل إلى ركوب قوارب الموت من أجل الهجرة إلى أوربا. ثلاث سنوات مرت على هجرة عبد الرحمان بشكل غير شرعي إلى جنوب إسبانيا تحولت فيها أحلامه بالعمل وشراء بيت في المغرب كما يتمنى العدد الأكبر من المهاجرين المغاربة إلى كوابيس، وهكذا فهو لا يستطع بسبب الأزمة المالية وغياب فرص العمل استئجار حتى غرفة تقيه حر الصيف وبرد الشتاء، ويقول عبد الرحمان في هذا السياق: " أنا مهاجر غير شرعي هنا منذ ثلاث سنوات، وهناك العديد من أمثالي ينامون في الشوارع. عندما نبحث عن عمل لا نجده بسبب عدم توفرنا على أوراق الإقامة".
ندرة فرص العمل وغياب هيئة تمثيلية
السؤال حول ما إذا كان الباحث عن العمل يقيم بطريقة شرعية أم لا، لم يكن مطروحا بشكل كبير في إسبانيا طالما كان هناك حاجة لليد العاملة الأجنبية. إلا ان الحكومة الإسبانية شددت الخناق على المهاجرين غير الشرعيين بسبب انعدام فرص العمل. وهذا ما أدى إلى تعقيد أوضاعهم وجعلها أكثر صعوبة بحيث أصبح الكثيرون منهم يفتقدون الدخل اللازم لاستئجار مسكن وتوفير متطلبات الحياة اليومية.
شيء أخر يساهم في تأزم أوضاع هذه الفئة من المهاجرين، ألا وهو غياب هيئة تمثيلية تدافع عن حقوقهم أو تقدم لهم المعونات حسب ما يروي عبد الرحمان، ويضيف: "لا توجد هناك جمعية تمثل مصالحنا، فإذا ما فقد المرء عافيته وماله لا يوجد هناك من يقف إلى جانبه، بل أن الأمر يتعدى ذلك إذ هناك مهاجرون غير شرعيين ماتوا ولم يجدوا من يرسل جثثهم إلى بلدانهم مما أدى إلى دفنهم في مقابر إسبانية". غير أن هناك حالات يتم من خلال التخفيف من وطأة المشكلة على المعني من خلال تكافل غير منظم بين المهاجرين أنفسهم.
الحكومة الإسبانية تفضل الهجرة الموسمية
ظروف عبد الرحمان يتقاسمها معه الكثير من المهاجرين غير الشرعيين بإسبانيا خاصة من دول إفريقيا جنوب الصحراء مثل سيرجي الذي قدم إلى أسبانيا من السنغال منذ خمس سنوات عبر قوارب الموت، إلا أن وضعه المالي متأزم بسبب عدم تمكنه من الحصول على عمل لدرجة أنه لا يجد مالا لشراء تذكرة العودة إلى بلده. وحول ذلك يقول أنه لا يعرف سبب عدم حصوله على عمل، يقول بأن أشخاصا مثله مستعدون للقيام بأي شغل كيفما كان ويضيف:" نجوب الحقول ونسأل أصحابها عن العمل فيكون الجواب: لا يوجد لدينا عمل ولا نعرف ما هو السبب بشكل واضح"
لكن سوزانا ب. سيرينو المكلفة من حكومة ولاية الأندلس بتنظيم الهجرة في مدينة هويلفا Huelva في جنوب إسبانيا ربما تقدم الجواب على سؤال سيرجي، فهي ترى بأن سياسة إدارتها مهتمة الآن بتنظيم الهجرة حسب الحاجة والطلب عليها. وفي هذا السياق تقول: " بالفعل يوجد في المنطقة مهاجرون غير شرعيين، لكننا نريد هنا فقط مهاجرين موسمين شرعيين". وهكذا فإن السلطات الأسبانية وفقا لسيرينو أصبحت تفضل الهجرة الموسمية المنظمة إلى البلد كرد فعل على الأزمة المالية العالمية وارتفاع معدلات البطالة.
الكاتب: هشام الدريوش
مراجعة: ابراهيم محمد