الناخبون الأفغان يدلون بأصواتهم تحت تهديد هجمات طالبان
٢٠ أغسطس ٢٠٠٩بدأت اليوم الخميس (20 أغسطس / آب 2009) عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والإقليمية في مختلف أنحاء أفغانستان وسط إجراءات أمنية مشددة وتهديدات من قبل عناصر طالبان بتعطيل الانتخابات. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السّابعة صباحا بالتوقيت المحلي، وسيستمر التصويت حتى السّاعة الرابعة مساء. ويتوقع الإعلان عن النتائج الأولية خلال 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع، وفقا لما ذكرته لجنة الانتخابات المستقلة.
وعلى الرغم من أعمال العنف قالت منظمة الأمم المتحدة إن هناك مؤشرات مشجعة على ارتفاع نسبة الإقبال على المشاركة في الانتخابات. وقال عليم صديقي، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في كابول " الغالبية العظمى من مراكز الاقتراع تمكنت من فتح أبوابها وتسلمت المواد الخاصة بعملية الاقتراع." وأضاف "نشهد طوابير آخذة في التشكل عند مراكز الاقتراع في الشمال وأيضا في العاصمة بل وفي الشرق أيضا وهو شيء مشجع." وأدلى الرئيس حامد كرزاي بصوته تحت حراسة مشددة في مدرسة ثانوية بكابول وقال للصحفيين إنه يأمل أن يفوز بأغلبية مطلقة من الجولة الأولى.
أعمال العنف تخيم على بداية الانتخابات
وتزامنت عملية التصويت مع وقوع سلسلة من الانفجاريات في مناطق متفرّقة من أفغانستان. ففي إقليم قندز شمالي البلاد استهدف صاروخان مركزين للاقتراع، كما قتل مسؤول محلي في الشرطة إثر هجوم نفذته عناصر طالبان، بحسب مصادر استخباراتية محلية. وذكرت مصادر أمنية أن شخصين أصيبا في إقليم هلمند جنوبي البلاد إثر هجوم بصاروخ. وفي إقليم تاخار في شمال أفغانستان ذكر مسئولون أنه تم القبض على انتحاريين اثنين حاولا التسلل لأحد مراكز الاقتراع وذلك في وقت ذي انفجرت فيه عبوة ناسفة بالقرب من مركز الشرطة الرئيسي في الإقليم ولم تسفر عن سقوط ضحايا. وتشير تقارير غير مؤكدة إلى وقوع أعمال عنف في أقاليم أفغانية أخرى.
من جهتها ذكرت حركة طالبان، التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات وهدّدت بتعطيلها، في بيانات نشرتها عبر شبكة الإنترنت أن مقاتليها هاجموا 16 من مراكز الاقتراع في أفغانستان، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ولم يرد أي تأكيد رسمي لتلك المعلومة حتّى الآن.
حالة استنفار قصوى للقوات الأفغانية والأجنبية
على صعيد آخر، تمّت تعبئة أكثر من 300 ألف شرطي وجندي، من ضمنهم 100 ألف جندي من القوات الأجنبية المتواجدة في أفغانستان لحماية الناخبين ومراكز الاقتراع من هجمات قد يشنها مقاتلو طالبان. كما علّقت قوات إيساف عملياتها اليوم للتركيز على حماية مراكز الاقتراع. وفي سياق متّصل صرّح متحدّث باسم الإدارة الألمانية للعمليات العسكرية الخارجية في حديث له مع وكالة رويترز أن القوات الألمانية المتواجدة في أفغانستان ستتابع العملية الانتخابية في أفغانستان من بعيد دون الظهور في الصّورة، مشدّدا على أن القوات الأفغانية هي التي ستكون في المقدّمة للسّهر على استتباب الأمن في أفغانستان خلال العملية الانتخابية.
وبرّر المتحدّث هذا القرار بأن القوات الأجنبية المتواجدة في أفغانستان لا تريد إعطاء الشعب الأفغاني انطباعا خاطئا، كما أنها تسعى إلى تجنّب أن يشك البعض من الناخبين في حدوث تزوير في الانتخابات. وأوضح المتحدّث العسكري أن القوات الألمانية ستتدخّل في حال نفّذت عناصر طالبان تهديداتها وحاولت تعطيل العملية الانتخابية، مشيرا إلى أنّه في حال حدوث عمليات إرهابية فإن الجنود الألمان مستعدّون ميدانيا لتقديم المساعدة الطبيّة ونقل المصابين، وإذا اقتضى الأمر أيضا لمساندة القوات الأفغانية عسكريا.
الرئيس كرزاي - المرشّح الأوفر حظا
إلى ذلك ترجّح استطلاعات الرأي فوز الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي، الذي كان تولّى السلطة نهاية العام 2001 بدعم من الولايات المتحدة، ثم انتخب رئيسا عام 2004. ويعدّ وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله ووزير المالية السابق أشرف غاني ووزير التخطيط السابق رمضان بشاردوست المنافسين الأساسيين للرّئيس كرزاي. بيد أن مراقبين يقولون إن عبد الله عبد الله يعد أشدّ المنافسين على الإطلاق، ويتوقعون أنّه قد يجبر كرزاي على خوض جولة ثانية من الانتخابات في مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
يشار في هذا السّياق إلى أن هذه هي المرة الثانية في تاريخ أفغانستان الحديث التي تجري فيها انتخابات مباشرة من أجل اختيار رئيس للبلاد. كما يصوّت الناخبون لاختيار 420 عضوا للمجالس المحلّية في 34 ولاية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن شهود عيان أن نسبة الإقبال على التصويت في البداية كانت أقلّ بمقدار الثلث أو الربع مقارنة بانتخابات عام 2004 ويعزو محلّلون هذا التراجع إلى الخوف من وقوع هجمات.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
تحرير: طارق أنكاي