1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النص الكامل للحوار مع السيد نديم إلياس

يعتبر المكي نديم إلياس رئيس "مجلس المسلمين الأعلى" من الشخصيات الإسلامية في ألمانيا التي تسعى إلى إيجاد قنوات حوار بين المنظمات الإسلامية والسطات الألمانية."دويشه فيله" حاورت الياس وتحدث معه عن المسلمين وأحوالهم.

https://p.dw.com/p/6PZL
نديم إلياس رئيس "مجلس المسلمين الأعلى" في ألمانياصورة من: AP

دويتشه فيله: قررت سبع منظمات إسلامية مؤخرا تشكيل منظمة مركزية تتحدث بإسمهم وتدافع عن مصالحهم أمام السلطات الألمانية المختصة. ما هو الهدف من اتخاذ هذا القرار ؟

إلياس: في الحقيقة أن مجلس المسلمين الأعلى يسعى منذ حوالي سنتين إلى تهيئة الأجواء والظروف اللازمة لقبول هذا القرار. قمنا في الآونة الأخيرة بإجراء مشاورات مع عدد من المؤسسات والروابط الإسلامية ونظمنا مؤخرا لقاء في هامبورغ تمخض بإسم الله عز وجل عن التوصل إلى إجماع لوضع هيكل موحد لجميع المنظمات الإسلامية في ألمانيا وطرحه بعد عام واحد على السلطات المختصة. أما الهدف من القيام بهذه الخطوة فهو، كما قلنا، إيجاد هيكل موحد للمنظمات الإسلامية على مستوى المدن والولايات الألمانية، الأمر الذي يضمن، على سبيل المثال، تأسيس مجلس للمساجد يعبر عما تحتاجه هذه المساجد من المؤسسات الحكومية، أو إيجاد مجلس موحد للمنظمات تمثلها أمام حكومات الولايات الألمانية وكذلك على المستوى الاتحادي.

دويتشه فيله: نفهم من ذلك أن هذه المبادرة جاءت من طرف مجلسكم ؟

إلياس: نعم، المبادرة أتت على أثر اهتمام خاص من قبل مجلس المسلمين الأعلى في ألمانيا، وذلك بعد تمكننا من كسب وإقناع "المجلس الإسلامي" الذي يعتبر هو أيضا جهة جامعة لكثير من المنظمات. إذا الاتفاق جاء بين "مجلس المسلمين الأعلى" و"المجلس الإسلامي في ألمانيا". وإذا نجحنا في وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المنشود، فإن المنظمة ستمثل أكثر من ثلثي المسلمين في ألمانيا.

دويتشه فيله: هل طالبتكم الحكومة الألمانية بتأسيس هذه المنظمة أم أن المبادرة كانت ذاتية ؟

إلياس: الحكومة الألمانية لم تطالبنا مطالبة مباشرة بذلك، بل أن شعور المسلمين بضرورة إيجاد هيكل موحد للمسلمين هو الذي أملى علينا القيام بهذه الخطوة. "مجلس المسلمين الأعلى" كان دائما يسعى إلى تشكيل مثل هذه المنظمة المركزية. في الوقت ذاته لا نريد أن يتولد شعور عند أحد بأن المجلس يريد ابتلاع الآخرين. إذا أملى علينا شعورنا وشعور سوانا أن المسلمين يحتاجون إلى هيئة موحدة لأن المؤسسة السياسية في ألمانيا تحتاج من تخاطبه نيابة عنهم، ولكن لم تكن هناك مطالبة، لا من جهات رسمية ولا من أخرى غير رسمية بتأسيس هذه المنظمة.

دويتشه فيله: اتخذت حكومة ولاية بادن ـ فورتمبيرغ قبل أسبوع قرارا يقضي بإدراج مادة الدين الإسلامي في مناهج مدارسها الحكومية. هل سيساعد هذا على دمج المسلمين في المجتمع الألماني، أم سيكون له تداعيات عكسية ؟

إلياس: لا شك في أن مادة الدين الإسلامي لها دور أساسي في اندماج المسلمين في المجتمع الألماني. هذا الإندماج يقوم على دعامتين، الأولى هي المحافظة على الهوية الإسلامية والثانية هي الشعور بالمواطنة في هذا المجتمع الألماني. إن الشعور بالمواطنة هي مسألة يمكن تحقيقها عبر قنوات وأساليب أخرى. أما الهوية الإسلامية وتعميقها فلا يتعارض مع مبدأ المواطنة ويمكن الحصول عليه من إدراج مادة الدين الإسلامي في المناهج المدرسية. نحن نرحب بهذا القرار كخطوة أولى، ولكننا نأمل في تطبيق ما تنص عليه المادة السابعة من الدستور الالماني وهو أن تتولى المؤسسة الدينية مباشرة المسؤولية عن تدريس هذه المادة بإشراف إدارة المدارس الحكومية. ولكننا في الوقت ذاته نعتبرها خطوة في الإتجاه الصحيح.

دويتشه فيله: اتخذت محكمة برلينية مؤخرا قرارا بابعاد إمامٍ مدح ما يسمى بـ "العمليات الانتحارية" وأجج مشاعر مسلمي ألمانيا على كره الألمان. هل تؤيد القرار وما هو رأيك في أئمة يحذون حذوه ؟

إلياس: في الأصل، يسعى المسلمين في ألمانيا دائما إلى كل ما يدعم الاندماج واللحمة الاجتماعية. إن أمن المسلمين هو من أمن هذا المجتمع لأنهم جزء منه وهذا واجب ديني يفرضه عليهم دينهم ولهذا يجب على الأئمة والمسؤولين في الجمعيات أن يعمقوا هذا الشعور بالمواطنة والإندماج وإلا يحاولوا إيجاد الفرقة بين المسلمين والمجتمع الذي يعيشون فيه. العبارات التي صدرت عن هذا الإمام لا تعبر عن رأي المؤسسات والروابط الإسلامية، ولا بأي حال من الأحوال وهذه العبارات مرفوضة لأنها تبذر بذور الإنشقاق والتباعد في هذا المجتمع. نحن في "مجلس المسلمين الأعلى" لا نؤيد ولا بأي حال من الأحوال هذه العبارات سواء تلك التي تدعو إلى العنف أو التي تؤجج مشاعر المسلمين ضد الألمان.

دويتشه فيله: أنتم والكنائس. هذا موضوع شائك وكلنا نتذكر تصريحات الأسقف هوبر من الكنيسة الكاثوليكية التي اتهمكم فيها بالتقصير في إيجاد قنوات تواصل بين المنظمات الإسلامية والكنائس. هل السيد محق في انتقاداته ؟

إلياس: الأسقف هوبر اعتذر رسميا وأكثر من مرة في الصحافة المكتوبة وفي التلفزيون. السيد هوبر والمجتمع الألماني يعلمان تمام العلم أن "مجلس المسلمين الأعلى" كان أول المبادرين الى الحوار وله سابقة فيه تفوق الثلاثين عاما، سواء مع المؤسسات الكنسية باختلاف توجهاتها أو مع المؤسسات الاجتماعية في هذه البلاد. ولذلك فإن هذا الأسقف اعتذر عن زلة اللسان هذه وتم لقاء بيني وبينه مؤخرا في برلين عبر من خلاله عن اعتذاره مرة أخرى، كما عبر كلانا عن اتفاقنا وإصرارنا على حاجتنا إلى الحوار وأن يكون هناك تحديد لمادة الحوار بطريقة يتم من خلالها عدم تحميل المسلمين في المانيا مسؤولية ما يحدث في مكان آخر وأن يدعى إلى هذا الحوار ممثلو المسلمين الشرعيين. إذا تم الاتفاق على ذلك، فلن تتأثر علاقتنا في المستقبل، لا مع الكنيسة الكاثوليكية ولا مع البروتستانتية.

دويتشه فيله: ما هي النصائح التي تقدمها لمسلمي ألمانيا من أجل التمكن من شق طريقهم في بلد المهجر ؟

إلياس: المسلمون جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ويجب أن يشعروا تماما بحقوق وواجبات المواطنة فيه. كما يجب عليهم أن يعملوا من أجل خير هذا المجتمع، فهذا مطلب إسلامي. أما الجنسية سواء كانت ألمانية أم عربية أم تركية، فإنها لا تمنعهم من العمل من أجل خير هذا المجتمع. يجب الإشارة هنا إلى أن المضايقات التي يمر بها مسلمو ألمانيا في الوقت الحاضر هي فترة ستنجلي قريبا وستبقى علاقتنا في هذا المجتمع علاقة مودة ومحبة ترمي إلى السعي لخير الطرفين.

دويتشه فيله: شكرا جزيلا على هذا الحوار

أجرى المقابلة ناصر جبارة