النص الكامل لمقابلة موقعنا مع الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عبد العزيز المخلافي
١٤ يناير ٢٠٠٦تُعد ألمانيا بلد المعارض العالمية التي تفتح المجال أمام فرص كبيرة في مجال الترويج والتسويق. غير أن الدول العربية لا تستغل هذه الفرص بشكل جيد كما هو عليه الحال في معرض الزراعة الدولي 2006 Internationale Grüne Woche الذي يُقام حالياً في برلين خلال الفترة من 13 ولغاية 22 يناير/كانون الثاني الجاري. الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عبد العزيز المخلافي تحدث إلى موقعنا عن ضعف المشاركة في العربية في المعرض وضرورات وسبل تعزيزها.
دويتشه فيله: معرض الزراعة الدولي الذي يُقام حاليا في برلين من أهم المعارض العالمية، إلى أي مدى تستغل الدول العربية هذا المعرض من أجل الترويج لمنتجاتها؟
المخلافي: للأسف المشاركة العربية محدودة. هناك فقط مشاركة رسمية لدولتين عربيتن هما لبنان وتونس بالإضافة إلى مشاركين بشكل فردي من دول عربية مختلفة.
دويتشه فيله: كيف تفسر هذا الغياب العربي؟
المخلافي: أعتقد أنه يعود بشكل أساسي إلى ضعف التواصل بين الجانبين الألماني والعربي فيما يتعلق بالترويج إضافة إلى وجود عراقيل ذات طابع فني أكثر منها ذات طابع سياسي. ومن أجل تجاوزها لا بد من تفعيل الاتفاقات الموقعة ومتابعة تنفيذها بهدف تجاوز ها.
دويتشه فيله: ما الذي تقوم به الغرفة لتجاوز هذه العراقيل؟
المخلافي: نقوم بأنشطة متنوعة هدفها تعريف العرب بفرص التجارة والاستثمار في ألمانيا والألمان بهذه الفرص في العالم العربي من خلال مجلتنا وموقعنا على الإنترنت إضافة إلى إصدار المنشورات والدراسات. كما نقوم تنظيم زيارات لوفود اقتصادية وإقامة العديد من الملتقيات والمؤتمرات. ويأتي في مقدمتها الملتقى السياحي العربي الألماني في مارس/ آذار والملتقى الاقتصادي العربي الألماني في يونيو حزيران من كل عام.
دويتشه فيله: بغض النظر عن ضعف الترويج والعراقيل، هل تعتقد أن المنتجات الزراعية العربية قادرة بالفعل على المنافسة في الأسواق الأوروبية؟
المخلافي: ولما لا، أعتقد أن المشكلة تتمثل في ضعف الترويج ووجود قيود وحواجز فنية أكثر منها مشكلة جودة ومواصفات. لكنني اعتقد أن التعرف بشكل أفضل على مواصفات العرض في الأسواق الأوروبية وتلبيتها سيزيد من قدرة هذه المنتجات على المنافسة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كثير من الدول العربية أصبحت أعضاء في منظمة التجارة العالمية مما يعني تقليص القيود المفروضة على دخول منتجاتها الزراعية إلى الدول الأوروبية وغيرها.
دويتشه فيله: هل هناك منتجات عربية معينة لديها فرص أفضل من غيرها لدخول السوق الأوروبية؟
المخلافي: بالتأكيد هناك أفضلية نسبية لبعض المنتجات العربية كالخضار والفواكه والأقطان وغيرها. فالظروف البيئية والمناجية تساعد على إنتاج سلع عالية الجودة، وفي نفس الوقت بتكلفة اقل مقارنة مع تكاليف الإنتاج في أوروبا. صحيح ان هناك دعم للمنتجات الزراعية والغذائية الأوروبية، لكن الاتحاد الأوروبي يتجه إلى تقليص هذا الدعم. ومما يعنيه ذلك فتح المجال بشكل أفضل أمام المنتج الزراعي العربي في السوق الأوروبية. وعليه لا بد للدول العربية من تكثيف الجهود لاستغلال الفرص المتاحة وعدم الانتظار حتى يسيطر على هذه السوق منتجون آخرين.
دويتشه فيله: كيف تقيم مستوى التبادل التجاري العربي الألماني في مجال الإنتاج الزراعي؟
المخلافي: أولا لا بد من القول أن التبادل التجاري العربي الألماني يتطور بشكل جيد، غير أن النفط ومشتقاته تشكل عماد الصادرات العربية إلى ألمانيا. أما الأخيرة فهي تصدر إلى العالم العربي سلعاً متنوعة ذات قيمة مضافة عالية كالآلات ووسائط النقل والأجهزة المختلفة. وبالنسبة للتبادل الزراعي فإن حصته في التبادل التجاري ككل ضعيفة وقد لا تصل إلى الربع. كما أن تجارة السلع الزراعية تقتصر على سلع محدودة في معظمها فواكه وخضار.
دويتشه فيله: ذكرتم ان هناك اتفاقيات ينبغي تفعيلها لتجاوز العراقيل التي تحد من دخول المنتج الزراعي إلى السوق الألمانية والأوروبية، هل تعتقد أن هذه الاتفاقيات في بالمستوى المطلوب؟
المخلافي: قبل أن نطالب باتفاقيات أفضل لا بد من الاستفادة من الموقعة منها من خلال متابعة تنفيذها. هناك اتفاقيات لم يستفد منها أصلا أو لم تتم الاستفادة منها سوى بشكل جزئي. ومن بينها تلك التي وقعت في إطار ما يسمى عملية برشلونة التي أطلقت مشروع الشراكة الأوروبية المتوسطية أو تلك التي وقعت بين الاتحاد الأوروبي ومعظم الدول العربية المتوسطة.
دويتشه فيله: لكن بعض الدول مثل مصر والمغرب واجهت صعوبات في تصدير منتجاتها إلى أوروبا رغم وجود اتفاقيات شراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي، ألا تعتقد أن العامل السياسي يعرقل تطبيق مثل هذه الاتفاقيات أحيانا ؟
المخلافي: لا اعتقد ان الأمر بهذا الشكل. ربما يتم إعطاء المشاكل الفنية طابعا سياسيا، وأحيانا قد يكون هناك تهرب من تنفيذ الاتفاقات بحجة المواصفات أو المقاييس. لكن الأمر الجوهري يتمثل في أن دخول المنتج الزراعي العربي إلى السوق الأوروبية يتطلب التعرف بشكل أفضل على مواصفات وشروط الأسواق وتلبيتها لاسيما وأن المنافسة فيها حامية الوطيس.
أجرى الحوار: ابراهيم محمد