النظام التعليمي في المدارس الألمانية بحاجة إلى مزيد من الإصلاح
٥ ديسمبر ٢٠٠٦بعد صدور نتائج دراسة بيزا حول المستوى التعليمي في مدارس الدول الصناعية في 4 من ديسمبر 2001 بادر المسؤولون الألمان باتخاذ مجموعة من الإجراءات بغية تحسين النظام التعليمي ورفع كفاءات التلاميذ وإعدادهم بشكل أفضل لولوج الجامعات الألمانية. فلقد أظهرت تلك الدراسة مدى تدني المستوى التعليمي للتلاميذ في مدارس ألمانيا، ناهيك عن تدني الفرص التعليمية لأبناء المهاجرين، وعجز النظام المدرسي عن دمجهم في المجتمع الألماني. لكن تلك المبادرات، رغم أهميتها، تظل في نظر عدد من الخبراء غير كافية وبحاجة إلى مزيد من الجهد والتنسيق.
"تنصل النظام التعليمي من المسؤولية"
من جهته طالب المنسق الألماني لدراسة بيزا مانفريد برينزل باعتماد مزيد من الإصلاحات، لكنه حث في الوقت نفسه على التحلي بالصبر إلى أن تظهر نتائج الإصلاحات التي تم تطبيقها حتى الآن. أما أندرياس شليشر المنسق الدولي لدراسة بيزا فشدد على ضرورة اختبار مدى فاعلية هياكل نظام التعليم المدرسي في ألمانيا، وانتقد بشدة استمرار ارتباط التفوق المدرسي بالخلفية الاجتماعية للتلاميذ في ألمانيا، أكثر منه في أي بلد صناعي آخر. ويرى شليشر أن سبب ذلك هو هيكلة نظام التعليم المدرسي في ألمانيا وتفرعه إلى عدة مدارس، منها المدرسة الأساسية والمدرسة الثانوية والمدارس المتخصصة. وانتقد شيلر تلك الهيكلة قائلاً: " إن درجة الانتقاء داخل المدارس الألمانية وليدة نظام مدرسي يتنصل من المسؤولية". وأضاف شيلر: " العديد من معلمي المدارس الثانوية لا يتساءلون عن كيفية دعم التلاميذ ذوي المستوى الدراسي الضعيف". فمعظم هؤلاء المعلمين لا يعتقد أن المسؤولية تقع على عاتقهم. ويعقب الخبير الألماني: " إنهم يعتقدون أنهم يقدمون الدرس على نحو جيد، لكن التلاميذ غير مناسبين، ويتواجدون في مؤسسات تعليمية لا تناسبهم".
أبناء المهاجرين أكثر المتضررين
ويعد أبناء المهاجرين والنازحين بالأخص في رأي المنسق الدولي أكثر المتضررين من النظام التعليمي الحالي. فهم محرمون من أية فرص حقيقية لتطوير قدراتهم على التحصيل الدراسي واكتشاف مهارتهم. وفي هذا الصدد يقول شليشر : " نظام التعليم المدرسي في ألمانيا يكرس تأثير الخلفيات الاجتماعية للتلاميذ على تحصيلهم المدرسي، بدلاً من التخفيف من آثارها". وفي هذا السياق يشير شليشر إلى عدد من الدول الناجحة التي لا ينظر فيها إلى أبناء المهاجرين على أنهم بالدرجة الأولى مصدر المشاكل ".
نظام التعليم يحتاج إلى مزيد من الدعم
ومن جانبه، اعتبر شليشر أيضا أن وضع أبناء المهاجرين والعائلات الفقيرة في المدارس الألمانية لم يتحسن رغم مرور خمسة أعوام على إعلان أولى نتائج دراسة بيزا عام 2001. لكن بالرغم من ذلك، أشاد المنسق الألماني بالإصلاحات التي أدخلت على نظام التعليم المدرسي حتى الآن، وخصوصا قرار المسؤوليين دعم الأطفال الصغار قبل التحاقهم بالمدراس الابتدائية لتدارك النقص اللغوي لديهم. وعلى صعيد آخر، أشار شليشر إلى ضرورة التفكير في كيفية جعل نظام التعليم في ألمانيا أسرع وأفضل مما هو عليه الآن.