النفايات الإلكترونية مصدر قلق حقيقي في الأردن
١ أغسطس ٢٠١٢لا يجد كثير من الاردنيين مكانا للتخلص من المعدات الإلكترونية التي وصلت إلى نهاية العمر الافتراضي للاستخدام سوى إلقائها في حاويات النفايات أو المساحات الفارغة في مناطق سكنهم، غير مدركين لخطورة تلك النفايات الإلكترونية سواء على البيئة أو صحة الإنسان.
وأثناء محاولة استكشاف مصير بعض الأجهزة الإلكترونية المستهلكة وجد موقع DW عربية، أن بعض بائعي الأجهزة الخلوية في عمّان على سبيل المثال يتخلصون من الأجهزة القديمة المكدسة في محلاتهم في "مساحات فارغة" في مناطق غير مراقبة بيئيا من قبل الجهات المختصة، دون إدراك خطورة "طمر هذه الأجهزة سواء بعد حرقها أو إبقائها كما هي".
"النفايات الإلكترونية خطرة جدا"
ويقول مدير إدارة المواد الخطرة والنفايات في وزارة البيئة الاردنية الدكتور محمد الخشاشنة في حوار مع موقعDW عربية، إن النفايات الإلكترونية أصبحت من "التحديات الحديثة" التي تواجه البيئة العالمية، ومنها البيئة الاردنية و"صار الأردن يواجه هذه المشكلة على ارض الواقع". فالنفايات الإلكترونية "يزداد حجمها" في الفترة الأخيرة، لأن استخدام الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ينمو بصورة كبيرة جدا.
ويضيف أنه تم تخصيص ثلاثة مواقع لتجميع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية المستهلكة ومنتهية الصلاحية في مدينة عمان ، كما بدأت الحملات التي من شانها تجميع هذه النفايات الالكترونية، داعيا القطاع الخاص إلى القيام بتخصيص منشئات خاصة للتعامل مع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وذلك للاستفادة منها من خلال "إعادة تدويرها أو إعادة إصلاحها".
ويؤكد الخبير الاردني أن الأجهزة الإلكترونية بعد انتهاء صلاحيتها "تصنف بأنها خطرة جدا" لما تحتويه من عناصر ثقيلة كالرصاص والزئبق والكادميوم "وسوء استخدام هذه الأجهزة من خلال حرقها ينتج عنه أكاسيد سامة جدا وغازات شديدة الخطورة".
"لا يوجد قانون ينظم جمع النفايات"
من جهته يقول المهندس أحمد الكوفحي، المدير التنفيذي لجمعية البيئة الاردنية لموقعDW عربية، إن جمعيته متخصصة في التعامل مع القضايا البيئية وعلى رأسها قضية النفايات. ويؤكد أن النفايات الإلكترونية من المشاكل التي تواجه الجمعية أثناء عملية جمع النفايات بشكل عام "فالكثير من الناس يضعون مثل هذه النفايات الالكترونية في الأماكن المخصصة لتجميع النفايات الأخرى دون تمييز".
ويوضح الكوفحيأن المشكلة في النفايات الالكترونية في الاردن تتلخص في "قلة الوعي بخطورتها" وعدم وجود تشريع أو قانون أو تعليمات من قبل الجهات الرسمية للتعامل مع مثل هذه المواد. ويضيف ان "هذا لا ينطبق فقط على النفايات الإلكترونية، بل على النفايات بشكل عام "فلا يوجد قانون لغاية الآن ينظم عملية الجمع من المصدر وعملية الفرز وعملية إعادة التدوير، وبالتالي "أصبحت العملية عشوائية".
كما يؤكد المدير التنفيذي لجمعية البيئة الاردنية عدم وجود جهات تقوم "بتدريب وتأهيل الكوادر" على عملية تفكيك النفايات الإلكترونية، وبالتالي الاستفادة منها، لأن عملية تفكيكها تحتاج إلى خبرات جيدة.
"حملة تجميع النفايات الإلكترونية"
وفي ظل هذا الوضع أطلقت هيئة المناطق التنموية الأردنية "حملة تجميع النفايات الالكترونية" في منطقة مجمع الأعمال التنموية برعاية وزارة البيئة الاردنية بهدف التخلص منها بطريقة آمنة بيئيا. وتقول مديرة الاستدامة البيئية في الهيئة، المهندسة ربى الزعبي فيحوارمعموقعDW عربية،إن هيئة المناطق التنموية الاردنية رعت هذه الحملة، لأن المسؤولية البيئية والاجتماعية متوازية مع المسؤولية الاقتصادية كما أن الحملة من الممكن أن تخلق أجواء من الوعي عند القطاع الخاص بأهمية تجميع مثل هذه النفايات الخطرة و"كيفية إيجاد حلول للتخلص منها".
"لا يوجد وعي لدى الناس"
ولا تقتصر مشكلة النفايات الإلكترونية على البيئة فقط، فهي تؤثر كما يؤكد مختصون في وزارة الصحة الأردنية على صحة الإنسان. "فمادة الكادميوم" على سبيل المثال التي توجد في البطاريات والهواتف الخلوية تؤدي إلى "فقدان الكالسيوم" في العظام وفي حالة استنشاقها تؤدي إلى "تلف الرئتين والوفاة".
أما مادة الزئبق فان التعرض لها في المدى القصير يؤدي إلى "الإسهال وتضرر الرئتين والغثيان والتقيؤ"، وعلى المدى الطويل يؤدي إلى "ضرر دائم في الدماغ والكلى". وتوجد هذه المادة في البطاريات والشاشات المسطحة وغيرها من المواد.
ويقول مدير الدراسات والتخطيط البيئي في أمانة عمان الكبرى المهندس أمين الصرايرة فيحوارمعموقعDW عربية،انه منذ نحو عام ونصف أصبح هناك توجه للبحث في موضوع النفايات الإلكترونية وتم عمل مواقع في العاصمة الاردنية عمان من أجل جمع هذه النفايات، إلا انه "لا يوجد وعي لدى الناس" بأهمية فرز النفايات الإلكترونية عن غيرها من النفايات الأخرى. ويؤكد الصرايرة ان مسالة النفايات الالكترونية "خطرة جدا" إذا لم يتم تنظيمها، لأنها مصدر "للتلوث البيئي" لاحتوائها على غازات سامة ومعادن ثقيلة.
عمّان ـ محمد خير العناسوة
مراجعة: محمد المزياني