الهندسة المعمارية بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد
منذ أكثر 250 عاما أحدث يوهانيس غوتنبرغ ثورة في عالم الطباعة، واليوم تبدأ ثورة جديدة مع الطباعة الثلاثية الأبعاد؛ حيث يمكن طباعة بيوت وآلالات وجسور بهذه التقنية الجديدة التي دخلت عالم الهندسة المعمارية.
هكذا يمكن أن يبدو العامل المعدني الذي يتم التحكم به عن طريق الكمبيوتر. حيث يقوم الروبوت بطباعة الجسر المعدني الذي سيكون معبرا للمشاة. أما التصميم فيبقى من مهام المنهدس المعماري.
الربوت الصناعي طورته شركة MX3D، والذراع الآلية التي طورتها الشركة تستطيع إحماء المعادن إلى 1500 درجة مئوية وصبه قطرة قطرة لتشكيل الجزء الأول من الجسر المراد بناؤه.
إنهم يضعون أسس المشروع المستقبلي، ويبدو هنا كيف تقوم الطابعة الآلية الثلاثية الأبعاد بطباعة الأجزاء التي سيتشكل منها بناء متين. وبداية من شهر أيلول/ سبتمبر 2015 سيتاح للجمهور مشاهدة ومراقبة هذه التقنية الحديثة مباشرة عن قرب.
تجرى التجارب في الورشة، حيث تستطيع الروبوتات طباعة الحديد والألومنيوم والبرونز والنحاس. التحكم يالروبوتات يتم عن بعد عبر الكمبيوتر من خلال برنامج خاص، وهي تستطيع طباعة وانتاج قوالب ونماذج معقدة.
آلة اللحام المدمجة بالروبوت تمكنه من انتاج القطع الحديدية التي ستدخل في بناء الجسر، باتقان. لكن متى وأين سيتم استخدام هذا الربوت وهذه التقنية بالضبط، هذا ما تتفاوض عليه شركة MX3D مع بلدية العاصمة الهولندية امستردام. وتقول الشركة ينبغي الانتهاء من بناء الجسر بهذه التقنية الحديثة عام 2017.
النماذج الصغيرة لهذه البيوت تم انتاجها بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، ونفس البيانات الرقمية سيتم استخدامها مستقبلا لتصميم بيوت كبيرة. وهذه النماذج طبعتها شركة هولندية تدعى "3D Print Canal House" وهي للعرض وإجراء الأبحاث.
هكذا سيبدو "منزل القنوات المائية" المنتج بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد. و"موقع البناء" هنا مفتوح للجمهور، وفي هذا الموقع يمكن انتاج وطلاء وتجميع الأجزاء التي سيتشكل منها المنزل، والمواد التي تدخل في البناء يجب أن تكون من تلك القابلة للتدوير.
هنا تقدم الطابعة نفسها، إنها تدعى "كامر ميكر Kamer Maker" أي بنّاء المنزل، وهو اسم مناسب لهذه الآلة التي يبلغ ارتفاعها 3,5 مترا ويتجاوز طولها وعرضها المترين. وهي تستطيع طباعة غرفة كاملة دفعة واحدة.
الطابعة الثلاثية الأبعاد تساعد المهندسين الإسبان أيضا. فبناء كنيسة أنطوني غاودي في برشلونة بدأ عام 1882 وحتى لم ينته. منذ البدء ببنائها يستخدم المهندسون نماذج ثلاثية الأبعاد لعرض ورؤية أفضل لأجزاء البناء، ومنذ عام 2001 يستخدمون تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد لانتاج نماذجهم.
قذف الحجارة إلى القمر لبناء محطة فضائية؟ نعم هذا ايضا يمكن أن يتم بسهولة، فباستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد وتراب من القمر يمكن تنفيذ المشروع. فشركة فورستر وشركاؤه البريطانية للهندسة المعمارية ووكالة الفضاء الأوروبية تعملان معا لتنفيذ هذا المشروع الطموح باستخدام تقنية الطباعة الحديثة الثلاثية الأبعاد.