الولايات المتحدة تدعو إلى التخطيط لفترة ما بعد القذافي

اعتبرت الحكومة البريطانية أن نهاية العقيد الليبي معمر القذافي "قريبة"، وذلك بعد دخول الثوار إلى طرابلس. وقال مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في بيان مساء الأحد (21 آب/ أغسطس 2011): "من الواضح بعد المشاهد التي نتابعها في طرابلس أن النهاية قريبة بالنسبة للقذافي". وأضاف البيان "لقد ارتكب جرائم مروعة بحق الشعب الليبي وعليه الرحيل الآن لتفادي معاناة إضافية لشعبه".

من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن "المخرج بات محتماً"، فيما أكدت روما أن "مأساة" النزاع "اقتربت من نهايتها".

أما الخارجية الأمريكية فقد قالت في وقت سابق إن الولايات المتحدة ترى أن هجوم مقاتلي المعارضة للسيطرة على طرابلس يسير في مجراه بكل وضوح وإنها تحث المجلس الوطني الانتقالي على البدء في التخطيط لفترة ما بعد القذافي في ليبيا. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "من الواضح أن الهجوم المتعلق بالسيطرة على طرابلس جار".

وأضافت المتحدثة بالقول: "نواصل الجهود الرامية إلى تشجيع المجلس الوطني الانتقالي على الحفاظ على اتساع رقعة التواصل مع جميع العناصر في المجتمع الليبي والتخطيط لليبيا ما بعد القذافي. أيام القذافي أصبحت معدودة. إذا كان القذافي مهتماً بمصلحة الشعب الليبي فعليه التنحي الآن".

نظام القذافي "ينهار بوضوح"

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن قد قال في وقت مبكر اليوم الاثنين (22 آب/ أغسطس 2011) إن نظام العقيد الليبي معمر القذافي "ينهار بوضوح" وحث القذافي على التخلي عن السلطة.

قال راسموسن في بيان "كلما أسرع القذافي في إدراك أنه لا يمكن أن يكسب المعركة ضد شعبه، كلما كان ذلك أفضل، لتجنيب الشعب الليبي المزيد من إراقة الدماء والمعاناة".وتابع "الآن حان وقت إقامة ليبيا الجديدة- دولة قائمة على الحرية، وليس الخوف، وعلى الديمقراطية وليس الديكتاتورية وعلى إرادة الجميع وليس أهواء قلة قليلة"، ودعا حلفاء القذافي إلى التخلي عنه.

وأضاف راسموسن إن حلف شمال الأطلسي "مستعد للعمل" مع المعارضة وحثها على "التأكد من أن يتم الانتقال بشكل سلس وشامل وأن تظل البلاد موحدة وبناء المستقبل على المصالحة واحترام حقوق الإنسان"، معتبراً أن "ما نشاهده هذا المساء هو انهيار النظام".

المحكمة الجنائية الدولية تؤكد اعتقال سيف الإسلام

من جانب آخر أعلن لويس مورينو-اوكامبو المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية أن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي اعتقل في ليبيا. وقال مورينو-اوكامبو لرويترز إن "سيف الإسلام اعتقل في ليبيا. لدينا معلومات سرية من مصادر مختلفة لنا داخل ليبيا تؤكد ذلك". وأضاف المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بالقول: "من المهم جداً توضيح أن هناك التزاماً بتسليم سيف الإسلام للمحكمة الجنائية الدولية طبقاً لقرار مجلس الأمن".

وقال المعارضون الليبيون في وقت سابق إنهم اعتقلوا سيف الإسلام ومحمد النجل الأكبر للقذافي. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً في حزيران/ يونيو باعتقال القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية بتهمة ارتكاب جرائم في حق الإنسانية بعد أن أحال مجلس الأمن الدولي الوضع الليبي إلى المحكمة في شباط/ فبراير. وقال مورينو-اوكامبو إن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لم يتصل بعد بالمحكمة بشأن اعتقال سيف الإسلام ولكنه قال إنه سيتصل بالمجلس غداً الاثنين لبحث الخطوات التالية.

وبعد أن دخلت جماعات المعارضة إلى وسط العاصمة الليبية خلال الليل، انطلقت احتفالات في الساحة الخضراء، التي كانت مخصصة للتجمعات الحاشدة التي تمجد معمر القذافي. وأظهرت مشاهد حية بثتها قناة سكاي التلفزيونية معارضين ليبيين يلوحون بأعلام المعارضة ويطلقون النار في الهواء ابتهاجاً بعد وصولهم إلى العاصمة. كما قام البعض بتمزيق صور معمر القذافي.

(ع.خ/ أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: عماد غانم