انتخابات تشريعية إسرائيلية للمرة الرابعة في أقل من سنتين
٢٣ مارس ٢٠٢١فتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح الثلاثاء (23 مارس/ آذار 2021) في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المبكرة والرابعة خلال عامين. ويحق لنحو 6,5 ملايين إسرائيلي التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في محاولة لإنهاء حالة التشرذم السياسي ووضع حد لأطول فترة جمود تشهدها الدولة العبرية، ما يعني أيضاً تحديد مصير رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الطامح إلى ولاية جديدة.
ويراهن نتانياهو المستمرّ في منصبه منذ عام 2009، على نجاح حملة التطعيم ضد فيروس كورونا، الذي اعتبره إنجازا شخصيا له. وذلك بعدما أصبحت البلاد الأسرع في العالم على مستوى تطعيم الأفراد، بتلقيح أكثر من نصف سكان إسرائيل الذين يزيد تعدادهم عن تسعة ملايين نسمة، بجرعة أولى ونحو 49 في المئة بالجرعة الثانية من لقاح فايزر- بيونتك.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنّ نتانياهو (71 عاماً) وحزب الليكود الذي يتزعمه سيحصلان على أكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان، لكن سيبقى رئيس الوزراء بحاجة إلى التحالف مع أحزاب أخرى لضمان الغالبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً.
ومن المنتظر أن يتجه نتانياهو نحو الأحزاب الصغيرة، وعلى رأسها حزب "الصهيونية الدينية" من أقصى اليمين في حال تجاوز هذا الحزب نسبة الحسم البالغة 3,25 في المئة. وفي هذه الحالة سيصل زعيمه إيتمار بن غفير إلى الكنيست، الرجل الذي رحّب بقتل 29 مصلياً فلسطينياً في الخليل عام 1994 على يد المتشدد باروخ غولدشتاين.
وتشير محلّلة استطلاعات الرأي داليا شيندلين إلى احتمال حصول الأحزاب اليمينية على ثمانين مقعداً، ما يعني أنّه "أياً كان الفائز في رئاسة الوزراء فإنّ البلاد ستجنح على الأرجح أكثر نحو اليمين".
وهذا السيناريو سيتطلب من المنافس الرئيسي لنتانياهو، مذيع الأخبار السابق يائير لابيد، التحالف مع خصوم نتانياهو من اليمين، بما فيهم العضو البارز السابق في الليكود غدعون ساعر زعيم حزب "الأمل الجديد" الذي قد يحصد عشرة مقاعد والذي لطالما استبعد التحالف مع رئيس الوزراء. كما يمكن للاييد أيضاً التحالف مع زعيم حزب (يمينا) رجل الأعمال نفتالي بينيت الذي كان وزيراً سابقاً في عهد نتانياهو لكنّه ما لبث أن هاجمه ولا سيّما في الحملة الانتخابية. وينظر إلى حزب (يمينا) وزعيمه على أنّهما صانعا ملوك محتملين.
وعلى العوم، ستفسر الانتخابات المبكرة الرابعة خلال نحو عامين، عن أمام ثلاث نتائج محتملة: إما ائتلاف جديد بقيادة نتانياهو أو حكومة منقسمة توحّدها المعارضة، أو انتخابات مبكرة خامسة.
ويأتي ذلك في وقت يُحاكم فيه نتانياهو بتهم متعلقة بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، نفاها جميعاً إلا أنها ساعدت في تأجيج تظاهرات أسبوعية تنظم ضدّه أمام مقرّ إقامته في القدس.
وكرّر نتانياهو أنه لن يسعى إلى عرقلة محاكمته وأنه يتطلع إلى تبرئته وهو أمر يشكّك فيه منتقدوه الذين يعتقدون أنّه وفي حال حصل على الغالبية فإنه سيعمل على اتخاذ إجراء برلماني لتأجيل محاكمته أو إغلاق الملف.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)