انتشار مقاطع مصورة عن فض اعتصام الخرطوم يثير غضب السودانيين
١٥ يوليو ٢٠١٩بعد انقطاع دام أكثر من شهر، عادت خدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة لملايين السودانيين، لكن كثيرين صدموا بعد تداول صور ومقاطع فيديو جديدة وصفوها بـ"الوحشية" لعملية فض اعتصام الخرطوم في مطلع حزيران/ يونيو ما أثار موجة غضب جديدة تجاه المجلس العسكري الحاكم.
وتظهر مقاطع انتشرت على نطاق واسع خلال الساعات الأخيرة مشاهد عنف ظاهرة يبدو أن مسلحين ارتكبوها بحق المعتصمين قرب مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة. وتظهر صورة لا يمكن التحقق من مصدرها أو مكان حصولها شخصين بملابس عسكرية يقفان بحذائيهما على وجه شخص ملقى أرضا.
فيما يظهر مقطع فيديو آخر مجموعة من المسلحين بملابس عسكرية يحيطون بفتاة بشكل غير لائق، فيما يقوم أحدهم بوضع يده حول رقبتها وهي تصرخ. كما يمكن في صور أخرى رؤية مسلحين يضربون أشخاصا بعصي خشبية.
ولا يمكن التأكد تماما من هوية الأشخاص الذين التقطوا هذه الصور وينشرونها، وهي ظهرت غالبا على حسابات أشخاص تبدو أسماؤهم مستعارة. ويمكن التعرف في عدد منها على مكان الاعتصام الذي استمر أسابيع قبل أن يتم تفريقه بالقوة.
وكان السودانيون يعتصمون قرب المقر العام للقيادة العامة للجيش منذ السادس من نيسان/أبريل للمطالبة بتغيير النظام السياسي. وبعدما أطاح الجيش في 11 نيسان/ أبريل بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد على مدى ثلاثين عاما، رفض آلاف المحتجين فضّ الاعتصام مطالبين بنقل السلطة إلى المدنيين، فيما يتولى مجلس عسكري الحكم منذ الإطاحة بالبشير.
وسبق أن انتشرت صور مماثلة لأحداث الثالث من حزيران/ يونيو الدامية، لكن مع عودة الإنترنت على الهواتف المحمولة، بات تداول مقاطع الفيديو أكثر سرعة وانتشارا.
وقطعت خدمة الإنترنت في السودان إثر فضّ مسلّحين يرتدون زياً عسكرياً الاعتصام في عملية أسفرت عن مقتل أكثر من مئة متظاهر إصابة مئات آخرين بجروح. ويتهم المحتجون ومنظمات حقوقية قوات الدعم السريع بالهجوم على اعتصام المحتجين.
ويومها أمر المجلس العسكري الحاكم بقطع الإنترنت عن الخطوط الهاتفية المحمولة والأرضية في سائر أنحاء السودان، في خطوة هدفت في نظر المتظاهرين إلى منعهم من تنظيم التجمعات الاحتجاجية.
وبعد أيام، عادت خدمة الإنترنت على الشبكة الأرضية، لكنّ خدمتي الجيل الثالث والجيل الرابع ظلّتا مقطوعتين عن المشتركين بالهاتف المحمول حتى الثلاثاء الفائت عندما أعادت السلطات الخدمة تنفيذاً لأمر قضائي.
من جانبه قال نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو في تجمع في ولاية نهر النيل (شمال) إن هذه الصور والفيديوهات "مفبركة"، متهما "مندسين وأجهزة مخابرات" أجنبية بالوقوف خلفها.
وقال دقلو المعروف بـ "حميدتي" والذي يقود قوات الدعم السريع هناك ناس صورت 59 فيديو في يوم واحد. بالطبع لديهم هدف. لديهم أجندة مختلفة". وشدّد على أن قوات "الدعم السريع تعرضت للظلم" في هذه الأحداث.
ع.أ.ج/ ص ش (أ ف ب)