Felicia Langer- Empörte Reaktionen
٢٠ يوليو ٢٠٠٩أثار منح الكاتبة والمحامية الإسرائيلية فليسيا لانغر لوسام الاستحقاق الألماني من الدرجة الأولى، الأسبوع الماضي (16 يوليو/ تموز 2009) انتقادات شديدة داخل إسرائيل ولدى شخصيات يهودية في ألمانيا. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن نائب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، ديتر غراومان، قوله "إن تكريم لانغر سيعني أنها المرة الأولى التي تكرم فيها ألمانيا تهجمات كلامية على الدولة اليهودية." وذلك في إشارة إلى فليسيا لانغر المعروفة بانتقاداتها اللاذعة لإسرائيل وسياساتها. كما طالب الكاتب الألماني اليهودي المعروف رالف جيوردانو بسحب الجائزة من لانغر مضيفا: "لا أحد أضر بإسرائيل خلال الخمسة وعشرين عاما الماضية مثل هذه التي تدعو نفسها مدافعة عن حقوق الإنسان بسبب موقفها شبه الأعمى والقائم على أحادية الجانب".
اختلافات في تقييم موقف ألمانيا تجاه الصراع الشرق أوسطي
وفي السياق نفسه أضاف غراومان أنه ليس هناك ما يمنع توجيه انتقادات واقعية لسياسة إسرائيل والتي تُسمع بوضوح داخل إسرائيل نفسها، مبديا في الرسالة الالكترونية التي بعث بها إلى الجريدة الإسرائيلية استغرابه من سرعة تحول لانغر إلى شخصية جديرة بالحصول على وسام الاستحقاق الألماني وذلك بعد مرور أشهر قليلة على توجيهها انتقادات شديدة لموقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الذي وصفته بالمنحاز لإسرائيل.
ردود الفعل التي جاءت عقب منح فليسيا لانغر وسام الاستحقاق الألماني أظهرت تباينا واضحا في تقييم موقف ألمانيا تجاه الصراع في الشرق الأوسط. ففيما ترى الأصوات المنتقدة أن تكريم ألمانيا للانغر يُضفي نوعا من الشرعية على الانتقادات المبالغ فيها تجاه إسرائيل، تنتقد لانغر من جهتها الموقف الرسمي الألماني في الصراع الدائر في الشرق الأوسط من منظور معاكس تماما.
"تكريمي تكريم للسلام العالمي"
وحول تكريمها قالت لانغر في مقابلة مع دويتشه فيله: "إنني ممتنة لهم من كل قلبي لأنهم بتكريمهم لهذا الجزء من حياتي قد كرموا السلام العالمي". وفيما يتعلق بانتقادها للسياسة الإسرائيلية قالت: "إن ممارسة الضغط على حكومة إسرائيل ليس له علاقة بمعاداة السامية. إنه على العكس نصر لإسرائيل و نصر للشعب الإسرائيلي".
ولدت فيليسيا لانغر وهي من أصل يهودي في بولونيا. هاجرت مع زوجها الناجي من محارق الهولوكوست إلى إسرائيل في مطلع الخمسينات حيث أقامت وعملت كحقوقية في تل أبيب. وفي عام 1967 استقالت في من عملها في تل أبيب وأسست مكتباً في القدس للدفاع عن الفلسطينيين ضد المحاكم العسكرية الإسرائيلية في المناطق المحتلة، كما تذكر في سيرة حياتها الشخصية. وفي سنة 1990 هاجرت لانغر مجددا إلى ألمانيا مع زوجها، حيث تقطن حاليا في ولاية توبينغن الألمانية.
(ط.أ/ م م)
مراجعة: هيثم عبد العظيم