انتقادات في ألمانيا لعمليات مكافحة القراصنة قبالة الصومال
١٧ أبريل ٢٠٠٩انتقدت رابطة الجيش الألماني عمليات مكافحة القرصنة التي تجرى حاليا قبالة سواحل الصومال ووصفتها بأنها غير فعالة. وقال أولريش كيرش رئيس الرابطة في تصريحات نشرتها صحيفة "ميتلدويتشه تسايتونغ" اليوم إن القوات الدولية في المنطقة لم تصل حتى الآن إلى المرحلة التي يمكنها فيها مهاجمة "السفن الأم" التي يستخدمها القراصنة أو حتى تحرير السفن المخطوفة. وأشار إلى أن القراصنة، في المقابل، يعملون بشكل احترافي إذ يستثمرون أموال الفدى التي يحصلون عليها في شراء أسلحة أحدث وسفن أكبر.
ألمانيا تريد "التصدي للقراصنة بكل السبل"
أما خبير السياسة الداخلية هانز بيتر أول Hans-Peter Uhl فيرى أن الحكومة الألمانية قررت بالفعل التعامل بشكل أكثر صرامة في قضية مكافحة القرصنة. وقال "أول" – الذي ينتمي للتحالف المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري – في تصريحات نشرتها اليوم صحيفة "نوية أوسنابروكر تسايتونغ": "ستجري عمليات التصدي للقرصنة في المستقبل باستخدام كل الوسائل المتاحة، سواء بالاستعانة بقوات الجيش أو الشرطة أو حتى وحدات مكافحة الإرهاب"، وأضاف: "ثمة رد واحد صحيح على هجمات القراصنة وهو إغراق سفن القراصنة في أعالي البحار بدون تردد"، مؤكدا أن المزيد من التردد في عمليات مكافحة القرصنة من شأنه أن يجعل من الدولة الألمانية أضحوكة.
غير أن وكيل وزارة الدفاع الألمانية كريستيان شميت حذر في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" من الآثار السلبية لعمليات مكافحة القرصنة وقال إن مهاجمة سفن القراصنة يجب أن تتم بعد التأكد بشكل قاطع من أن هذه المهاجمة لن تؤدي إلى إلحاق الضرر بأشخاص أبرياء.
سفن في قبضة القراصنة
ويحكم القراصنة حالياً قبضتهم على أكثر من 15 سفينة قبالة السواحل الصومالية، وعلى ظهرها نحو 300 بحار. ومن بين السفن المخطوفة سفينة الشحن الألمانية "هانزا ستافانغر" وعلى متنها 24 بحاراً من بينهم خمسة ألمان. وتواصل وزارة الخارجية الألمانية جهودها لإطلاق سراح طاقم السفينة المختطفة قبل أكثر من أسبوع قبالة السواحل الصومالية.
وفي إطار متصل، أفادت تقارير صحفية محلية نشرت في وقت سابق بأن الحكومة الألمانية تدرس استخدام وحدة مكافحة الإرهاب الشهيرة "جي إس جي 9" لتحرير طاقم السفينة الألمانية المحتجزة، فيما أشار تقرير لمجلة "فوكوس" إلى أن سبب عدم تنفيذ العملية هو الخلاف بين وزارتي الداخلية التي تتبعها وحدة مكافحة الإرهاب ووزارة الدفاع حول الجهة المختصة بالتعامل مع الأزمة.
الاتحاد الأوروبي ومكافحة الإرهاب والقرصنة
وتنوي المفوضية الأوروبية تخصيص 225 مليون يورو لمكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والقرصنة. ويهدف برنامج السنوات الثلاث المقبلة (2009-2011) الذي عرضته بروكسل اليوم إلى "مكافحة الإرهاب وتهريب وانتشار أسلحة الدمار الشامل". وأوضحت الهيئة التنفيذية الأوروبية أن جزءاً من هذه الأموال سيُخصص أيضا لمكافحة "خطر القرصنة في الطرق البحرية الرئيسية لاسيما في خليج عدن". وفي حين نشر المجتمع الدولي عدة بوارج حربية في خليج عدن لحماية السفن التي تتعرض لهجمات القراصنة إلا أن هذه المساعدة "تقتضي تطوير قدرات الدول الساحلية على القيام بدوريات في مياهها الإقليمية"، كما أعلنت المفوضية.
هذا وسوف يَمثل سبعة قراصنة متهمون بالهجوم على سفينة تابعة للبحرية الألمانية أمام المحكمة في كينيا نهاية حزيران/ يونيو المقبل. وذكرت صحيفة "دايلي نيشن" الكينية في عددها أمس الخميس أن محكمة في مدينة مومباسا الكينية رفضت طلب الإفراج عن القراصنة السبعة بكفالة. ويتهم الادعاء العام السبعة بمهاجمة ناقلة الإمداد "شبيسارت" التابعة للبحرية الألمانية في التاسع والعشرين من آذار/ مارس الماضي في المحيط الهندي، في حين ينفي المُدعى عليهم تلك التهم.
(س ج / د ب ا، رويترز)
المحرر: طارق أنكاي