انتقادات للحكومة التركية لعدم مواجهة العنف ضد النساء
١٩ مارس ٢٠١٥في كل يوم تقريبا تنشر وسائل الإعلام التركية تقارير حول ظاهرة استخدام العنف ضد النساء. قبل وقت قريب خرجت آلاف التركيات للاحتجاج بمركز إسطنبول والتعبير عن غضبهن من الخروقات المستمرة. واعتبرت الباحثة في علم الاجتماع تشيشيك تاها أغلو والتي تعمل في منظمة غير حكومية، أن الحكومة التركية تتحمل جزءا من المسؤولية عن الوضع السائد بهذا الشأن.
وقالت تاها أوغلو في حديث مع DW إن وزيرة شؤون الأسرة التركية صرحت "أن أفضل نجاج يمكن للمرأة تحقيقه يكمن في الأمومة وفي مكانتها كأم" ولاحظت الخبيرة أن مثل هذه التصريحات من شخصية مسؤولة "تشير إلى أن الحكومة ليست مهتمة بموضوع المرأة والاعتراف بها كفرد قادر عن تقرير مصيره بنفسه".
مواقف معلنة ولكن دون تطبيق
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان قد أعرب عدة مرات عن موقفه الرافض لاستخدام العنف ضد النساء. في عام 2011 كانت تركيا أول دولة وقعت على ميثاق المجلس الأوروبي ضد استخدام العنف ضد النساء. ويُعتبر هذا الميثاق منطلقا أساسيا لحماية ضحايا العنف الجنسي ومكافحة ظاهرة الزواج القسري. ولكن يبدو أن الحكومة لم تنجح حتى الآن في تمهيد الطريق لإحداث تغييرات في هذا المجال، حسب المنظمة غير الحكومة التي تعمل بها تشيشيك تاها أغلو، حيث شهدت تركيا عام 2014 عمليات قتل 281 امرأة، أي بزيادة قدرها 25 بالمائة مقارنة بعام 2013. ومن المحتمل أن يكون عدد النساء القتيلات في الواقع أكبر بكثير.
اهتمام النساء والرجال على حد سواء
قيام أكثر من مليوني امرأة تركية بنشر مدونات في الإنترنيت تشكل دليلا على صحة هذا الاحتمال. ويمكن القول إن ظاهرة استخدام العنف ضد النساء ومضايقتهن في أماكن عملهن وفي وسائل النقل أو في الساحات العامة هي مشكلة كبيرة تأخذ باهتمام النساء والرجال على حد سواء. ورغم أن مناقشة مثل هذه المواضيع داخل الأسرة ومع االصديقات يعود إلى وقت سابق فإن الكثيرات من النساء المعنيات بدأن الحديث بصراحة عن ذلك من خلال مواقع الإنترنيت ودون الكشف عن هويتهن.
وتقف خلف موجة الاحتجاجات هذه عملية قتل طالبة في العشرين من العمر، حيث حاول سائق حافلة القيام باغتصابها. إلا أن الطالبة دافعت عن نفسها بشدة، وقد ضربها السائق بعتلة ثم قام بطعنها عشرات المرات بسكين قبل أحراقها ورمي جثة الطالبة في نهر. وقد أدانت الحكومة التركية عملية القتل بشدة. ووعد رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو بالتدخل شخصيا لتحرى الأمر ومتابعة الجاني قضائيا ومعاقبته. كما رفع الرئيس أردوغان صوته غضبا للتعبير عن رفضه لمثل هذه الأفعال والتأكيد على مكانة المرأة مصرحا أن المرأة "زوجة وأخت وجارة وصديقة".
تمييز بين النساء
وتنتقد الخبيرة تشيشيك تاها أوغلو مثل هذا التعريف للمرأة والذي يشكل في رأيها أحد المشاكل الأساسية، ملاحظة أن "الحكومة تفرق بين النساء العفيفات وغيرهن"، وتضيف أن العفيفات حسب هذا التعريف هن أولائك النساء اللواتي لديهن ثلاثة أطفال على الأقل ويقمن بإعداد الطعام ويبذلن كل ما في وسعهن لخدمة أطفالهن وأزواجهن ويفضلن أسرهن على المسار المهني في حياتهن. ويعني ذلك أنه يجب عليهن أن يلعبن دور الضحية بشكل تلقائي، كما تلاحظ الخبيرة.