انتقادات واسعة لاستخدام"مفرط للقوة" و"قلق شديد" في واشنطن لإراقة الدماء في مصر
٢٧ يوليو ٢٠١٣أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الصحة المصرية مساء السبت 27 يوليو تموز 2013، ان الاشتباكات التي وقعت في شارع النصر شمال شرق القاهرة فجر اليوم اوقعت 65 قتيلا و269 جريحا. وقال خالد الخطيب رئيس الادارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بالوزارة في بيان ان "عدد القتلى جراء اشتباكات الجمعة والسبت, ارتفع إلى 74 حالة حتى الآن, من بينهم 9 بمحافظة الإسكندرية, و65 فى اشتباكات وقعت بطريق النصر".
ويأتي بيان وزارة الصحة ليؤكد ما ذكرته جماعة الاخوان المسلمين في وقت سابق اليوم بسقوط 66 قتيل فيما وصفته الجماعة بـ "هجوم نفذته قوات الأمن" على مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة في وقت مبكر اليوم.
وأعرب وزير الخارجية الاميركية جون كيري السبت عن قلق واشنطن "العميق" بعد "اراقة الدماء والعنف" في مصر والتي أدت إلى مقتل العشرات خلال مواجهات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي من جهة ومعارضيه وقوات الشرطة من جهة ثانية. واضاف كيري في بيان ان السلطات المصرية "لديها واجب اخلاقي وقانوني باحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير".
ودان رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان السبت ما وصفه بانه "مجزرة" في مصر, وانتقد الاسرة الدولية على "صمتها". و أدانت وزارة الخارجية التركية السبت أعمال العنف في مصر ودعت إلى نقل السلطة إلى "قيادة ديموقراطية". وقالت الوزارة في بيان "ندين بشدة هذه الأحداث الخطيرة غير المقبولة على الإطلاق والتي لا يمكن الموافقة عليها". وأضاف البيان أن "فتح النار على متظاهرين يبدون رأيهم وتمسكهم بالديمقراطية هو وضع لا يقبله الضمير الإنساني".
كما دعت فرنسا "كافة الاطراف وخصوصا الجيش إلى التحلي باكبر قدر من ضبط النفس" في مصر، على اثر اعمال عنف جديدة اوقعت عشرات القتلى السبت في صفوف انصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وأعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله السبت عن قلقه الشديد حيال أعمال العنف في مصر.
ومن جهته أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ان لندن "تدين استخدام القوة ضد المتظاهرين" في مصر، وتدعو "الفريقين إلى وضع حد لاعمال العنف". وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز عن "صدمته " إزاء الافراط في استخدام العنف مجددا في مصر، وقال في بيان في بروكسيل السبت إنه حزين لإخفاق الشرطة المصرية الليلة الماضية في الحفاظ على حياة الكثير من المصريين.
الأزهر يدعو إلى محاسبة المسؤولين عن العنف
وارتفعت الأصوات المنددة بقتل المتظاهرين، في مصر، ندد شيخ الأزهر الإمام الأكبر احمد الطيب بسقوط ضحايا في اشتباكات وقعت فجر السبت في القاهرة مطالبا بالتحقيق في الحادث ومعاقبة "المجرمين" المسؤولين عنه، بحسب بيان للطيب. وأوضح أن "الأزهر الشريف وقلبه يتمزق ألما بسبب تلك الدماء الغزيرة التي سالت على أرض مصر اليوم، يستنكر ويدين بقوة سقوط هذا العدد من الضحايا ويعلن أن هذه التصرفات الدموية ستفسد على عقلاء المصريين وحكمائهم كل جهود المصالحة ومحاولات رأب الصدع ولم الشمل".
وأضاف "لا يزال الأزهر يتمسك بالمبدأ الذي يؤكد أن مقاومة العنف أو الخروج على القانون لا يكون إلا في حدود القانون وباحترام حقوق الإنسان واخصها حق الحياة". وأضاف "ويطالب الأزهر الحكومة الانتقالية بالكشف فورا عن حقيقة الحادث من خلال تحقيق قضائي عاجل وإنزال العقوبة الفورية بالمجرمين المسؤولين عنه أيا كانت انتماءاتهم أو مواقعهم".
من جهته قال نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية محمد البرادعي في تغريدة على حسابه على تويتر السبت إنه "يدين بكل قوة الاستخدام المفرط للقوة وسقوط الضحايا" اثر اشتباكات مدينة نصر التي أوقعت عشرات القتلى بين المتظاهرين الإسلاميين. وأضاف البرادعي في تغريدته "أعمل بكل جهد وفي كل اتجاه لإنهاء المواجهة بأسلوب سلمي، حفظ الله مصر ورحم الضحايا".
عشرات القتلى قرب مكان اغتيال السادات
من جانبها قالت جماعة الإخوان المسلمين إن قوات الأمن المصرية قتلت عشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اليوم السبت وذلك إثر دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي الشعب إلى الخروج في الشوارع لإعطائه تفويضا بمواجهة "العنف والإرهاب". وأشارت الجماعة التي ينتمي إليها مرسي إلى أن رجالا يرتدون خوذات وملابس الشرطة السوداء أطلقوا النار على متظاهرين تجمعوا قبل الفجر على مسافة من اعتصام دائم لهم بالقرب من مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة.
وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان إن قوات الأمن لا تطلق النار من أجل الإصابة وإنما للقتل مضيفا أن الشرطة أطلقت النار على الصدر والرأس.
وأثار الحادث الذي وقع بالقرب من ساحة العرض العسكري الذي اغتال فيه إسلاميون الرئيس أنور السادات عام 1981 ضجة في مصر التي ما زالت تشق طريقها بصعوبة إلى الديمقراطية بعد عامين من الإطاحة بحكم حسني مبارك. وذكر موقع على الانترنت تابع لجماعة الإخوان المسلمين أن عدد القتلى بلغ 120 قتيلا وحوالي 4500 مصاب. فيما قالت وزارة الصحة المصرية إنها سجلت 65 قتيلا اليوم، فيما ذكر مدير المكتب الصحفي بوزارة الصحة حمدي محمود لوكالة رويترز أن 65 شخصا قتلوا إضافة إلى تسعة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في أعمال العنف التي شهدتها الإسكندرية ثاني أكبر مدينة في مصر.
ع.خ/ م. س (أ.ف.ب، رويترز)