انتقال تاريخي للسلطة في ليبيا
٩ أغسطس ٢٠١٢في احتفال أقيم في وقت متأخر من الليلة الماضية في العاصمة طرابلس سلم المجلس الوطني الانتقالي، وهو الذراع السياسي للقوى المعارضة التي اطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل عام، السلطة إلى المؤتمر الوطني العام الذي انتخب في يوليو تموز الماضي. وسلم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل مقاليد الحكم رمزيا إلى محمد علي سليم أكبر أعضاء المؤتمر الوطني الجديد سنا. ويضم المؤتمر 200 عضو. وقال عبد الجليل إن المجلس الانتقالي يسلم الواجبات الدستورية لقيادة الدولة إلى المؤتمر الوطني العام الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي من الآن فصاعدا. وسيختار المؤتمر الوطني العام رئيسا جديدا له في حين سيتم حل المجلس الانتقالي. وفي ختام الاحتفال الذي لم يستمر أكثر من أربعين دقيقة، دعي أعضاء المؤتمر إلى البقاء في الصالة لعقد أول اجتماع رسمي يتم خلاله انتخاب رئيس ونائبي رئيس للمؤتمر الوطني العام. وقال احد أعضاء المؤتمر لوكالة فرانس برس "يجب أن نختار رئيسا هذا المساء أو غدا لتحاشي حصول فراغ دستوري".
وكان المجلس الوطني الليبي الهيئة السياسية التابعة للثورة التي إطاحة بنظام معمر القذافي قبل أن يتسلم رسميا السلطة في البلاد بعد سقوط القذافي الذي قتل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد أربعين عاما أمضاها في السلطة. وأشاد عبد الجليل في خطابه بـ"أول عملية انتقال للسلطة في تاريخ ليبيا" التي تمثل "لحظة تاريخية" لليبيين.واقر بحصول "أخطاء" خلال فترة العملية الانتقالية "الاستثنائية" كما حصل "تأخير في بعض الملفات الهامة التي نتمنى أن ينجح المؤتمر في إقفالها ومنها استقرار الأمن ونزع السلاح والعلاج السريع للنازحين داخل ليبيا وخارجها" مضيفا "نحن لم نتمكن من إيجاد حلول لهذه المآسي رغم أننا في المجلس الوطني اتخذنا الكثير من القرارات وأصدرنا القوانين التي أضفت الشرعية على أعمال إخواننا المجاهدين".
وأضاف أن "المجلس الانتقالي يضع نفسه تحت إمرة المؤتمر الوطني العام للمساعدة في اي ملف من هذه الملفات. نحن سنكون خير عون لإخواننا الذين تسلموا منا هذه الراية لان مصلحة ليبيا تهمنا ونجاح الثورة هو مسعى الجميع. سنكون أوفياء لهذه الثورة في أي مجال يراه المؤتمر الوطني". وأعلن من جهة أخرى انه سيتقاعد وانه تخلى عن مسؤولياته في المجلس الوطني الانتقالي وفي مجلس القضاء الأعلى الذي كان عضوا فيه في ظل نظام معمر القذافي.
وجرى تنظيم الحفل وسط إجراءات أمنية مشددة. وقالت وزارة الداخلية الليبية إنها طوقت الفندق الذي تم تنظيم الحفل فيه، كما تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المؤتمر. ويأتي تسليم السلطة فيما تواجه ليبيا تحديات خطيرة بعدما أخفقت في توحيد ميليشيات مختلفة تحت راية الجيش الوطني. وغالبا ما تقاتل الميليشيات عبر ليبيا وقبائل متنافسة مع بعضها البعض للسيطرة على بعض المناطق عبر البلاد.
(ي ب/ ا ف ب، رويترز، د ب أ)
مراجعة: حسن ع. حسين